لأول مرة يكون لليمن تأثيرها على المحروسة مصر، فبعد أن كانت ثورة الضباط الأحرار في اليمن يوم 26سبتمبر 62م محاكاة لثورة الضباط الأحرار في مصر يوم 23يوليو 52م بكل ما تحمل من مبادئ وأهداف وشعارات وحتى علم الدولة، فضلاً عن ثورة 11 فبراير 2011م في صنعاء التي أعدها اتباعا وتقليدا لمنوال ثورة 25 يناير في القاهرة؛ ها هي الأحداث تكشف وبجلاء عن استفادة الرئيس مبارك ورموز نظامه مما وقع في اليمن.
نعم تم تبرئة الرئيس مبارك ونجليه ووزير الداخلية حبيب العدلي ومساعديه الستة من تهم قتل المتظاهرين وبانقضاء الدعوة الجنائية في قضية فيلات شرم الشيخ المتهم فيها نجلاه بتلقي هدايا من حسين سالم.. حكم محكمة الجنائيات يوم السبت 29نوفمبر تم استصداره والنطق به وسط جموع لاهجة "نحن آسفين يارئيس".
في يونيو 2012م كانت المحكمة قد حكمت بالمؤبد على مبارك وذلك عقب إدانته بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25يناير 2011م وكذا بقضايا فساد مالي وتربح إلَّا أنه تم نقض الحكم مطلع السنة الفائتة 2013م لتعاد المحاكمة من جديد.
لا مقارنة بين قرابين الرئيس مبارك وبين ضحايا الرئيس صالح، بين فساد الأخير وثروته واستباحته وأقربائه ورموزه لكل شيء في البلد سلطة ووظيفة وثروة وقوة ودولة ووحدة وجمهورية وبين فساد الأول، فبرغم فساد مبارك ونظامه إلا أنه يصعب مضاهاته بفساد الرئيس صالح وتركته المثقلة لكاهل بلده الفقير المفقر.
شخصيا أعد الحكم بمثابة الانتصار للحكمة المصرية المقتفية للحكمة اليمانية.. دعكم من التحامل على المحكمة وقاضيها محمود الرشيدي، لننظر للمسألة من زاوية الحصانة الممنوحة للزعيم الهمام ورموزه الذين قتلوا وأفسدوا ودمروا ونهبوا مقدرات وطن وشعب.
ومع ذلك لم يُحاكموا ولم يُحبسوا؛ بل ومازالوا معرقلين ومعيقين للعملية السياسية وإلى هذه اللحظة الراهنة التي يُسمع فيها الرئيس المخلوع قائلاً: الثورة انقلاب، الثورة مؤامرة صهيونية، أنا أو الطوفان، أنا أو الخراب، أنا أو القتال من طاقة إلى طاقة، أنا أو الانفصال، أنا أو الإرهاب، أنا الذي تركت السلطة وأنا من سلمها وأنا وأنا وأنا..
لم يبق لنا إلَّا تنظيم تظاهرة مليونية نؤيد فيها الزعيم، ولنهتف له قائلين "نحن آسفين يا زعيم, فلم نكن نتصور أنك ستكون بارعاً وذكياً وملهماً ولهذه الدرجة الوقحة والمستفزة والملهمة- أيضا– لمبارك وجلاوزته الذين يخوضون الآن معركتهم الثأرية الانتقامية من ثورة يناير وثوارها وإن تحت يافطة محاربة الإخوان وأتباعهم وأنصارهم".
محمد علي محسن
نحن آسفين يارئيس!! 1575