ثلاث محطات شراك حرجة استطاع الإصلاح الإفلات منها بأعجوبة ( سقوط عمران ومقتل العميد القشيبي والتداعيات المتصلة بها حتى خروج الجنرال علي محسن الأحمر من الفرقة, كذراع عسكري مفترض للإصلاح والضربة التي تلقاها آل الأحمر الجناح القبلي للحزب' واستبعاد تأثير الجناح الديني الأيدلوجي بقيادة الشيخ الزنداني) بقدر ما كانت العوامل السابقة مصدر قوة للإصلاح فإنها في ذات الوقت كانت الكتف التي يحاول الخصوم بالداخل والخارج إتيان الإصلاح منها.
كان التآمر الدولي والإقليمي والمحلي واضحا للعيان وهو لا يحتاج إلى تفسير أو إعادة اكتشاف وهو يفسح الطريق للثور الحوثي الهائج وحلفائه ويعبدونه ويسهلون له الاستيلاء على المعسكرات من أجل تقديم رقبة الإصلاح كقربان للاستيلاء على السلطة.
وقوف الدولة صامته وهي تشاهد التحالف المشبوه يتقدم لكسر شوكة الإصلاح واستهداف مناصريه واقتحام مقراته بمباركة من كل القوى المدنية التي فضلت الوقوف للتفرج على النهاية المفترضة للمنافس السياسي الأقوى في الساحة.
كان الهدف ليس مجرد إضعاف الإصلاح وإزاحته فحسب وإنما استئصاله وقيادته و رموزه وتغييبهم للأبد وهو ما يعني دفع البلد إلى أتون حرب أهليه ستصل شظاياها إلى كل بيت يمني ليخلو الجو للطامحين الجدد (هادي و حلفائه) للبقاء فترة أطول على سدة الحكم.. والتهيئة لعودة النظام السابق ليس بالضرورة بشخوصه و إنما بسياسته وتأثيره استكمالا لمسلسل الانقلاب على ثورة الربيع اليمني والذي لم تنته فصوله بعد.
يبدو الإصلاح وهو مكسور الأجنحة ( القبلية والعسكرية والدينية) والتي طالما حلق بها مشكلا عامل ضغط وهو ما بدا واضحا بالدور الذي لعبه خلال فترة الثورة الشبابية منذ انطلاقتها الأولى مطلع العام 2011م كأشبه بتنظيم سياسي لم تصل الضربات الموجعة إلى هيكله الداخلي بعد إن ساعدت تلك الأجنحة المستهدفة في امتصاص الضربات التي بدت و كأنها سطحية بفعل العامل الوقائي لتلك القوى وهو ما يحسب لقيادة الإصلاح في جعل الجسد التنظيمي للإصلاح مدرعا طوال الفترة المنصرمة ليظهر بحلة جديدة بعد حفاظه على أفراد التنظيم بالانسحاب من شراك الفخ المنصوب له بعناية وليستأنف حضوره من جديد.
وقع المتآمرون بالإحراج وهو ما ظهر بتوقيع اتفاق السلم والشراكة لاحقا لترميم السمعة السيئة التي كشفت عن نواياهم الحقيقية بتدمير البلد إضافة إلى انصدامهم بالمرونة والديناميكية التي ظهر عليها الإصلاح والمتمثلة بمد جسور التواصل والحوار مع جماعة الحوثي لاحقا بقدر ما مثل تنازلا الا أنه يعكس مسؤوليه وشجاعة أخلاقية لفرسان الإصلاح ممن كان اليوم ينتظر خبر انزلاقهم والبلد للمجهول.
ها هو تنظيم الإصلاح قادر على الاستمرار والمشاركة بفاعلية و إن بدأ كسفينة مخروقة لم تعد تغري الطامعين بعد كثرة الضربات على هيكلها وأصبحت معيبة بعد أن أصابها أكثر من خرق في جوانبها وأشرعتها حتى لا يطمع المتآمرون و حاشية الملك بتدميرها وأخذها غصباً.
يوسف الدعاس
سفينة الحزب المخروقة 1561