في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن ليس أمام مجلس النواب إلا أن يمنح الثقة لحكومة بحاح , على أن تكون مشروطة بالإلتزام بإنجازات عملية وفق خطوات تنفيذية وبرنامج مزمن وخاصة في المجال الأمني واستعادة هيبة الدولة مع إعطآء الجانب الإقتصادي أهمية خاصة لإستدراكه من الإنهيار , وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الذي يجب أن تشرع الحكومة في البدء في تنفيذ مخرجاته دون التفاف او تجاوز لهذه المخرجات.
تلتزم الحكومة بتنفيذ هذه الشروط والالتزامات أمام المجلس وتقف أمامه كل ستين يوما لاطلاعه على ما تم من إنجاز ومحاسبتها على القصور، كون الوضع الخطير الذي يمر به الوطن لا يحتمل أي مكايدات، وأي كلام سنسمعه من أي عضو أو كتلة باتجاه الرفض لن يكون إلا ابتزازا ومكايدة ودغدغة لمشاعر الجماهير، وفي النهاية ستمنح الثقة، فالظرف الأمني والاقتصادي على الهاوية، ومؤسسات الدولة مشلولة تماماً، وخاصة مؤسستا الدفاع والأمن، رغم الخطوات الجادة التي يتخذها الأخ وزير الدفاع اللواء/ محمود الصبيحي لاسعادة الروح المعنوية للجيش ورد الاعتبار له، ولكن لكي يتحقق ذلك لا بد من تكاتف كل الجهات وكل مؤسسات الدولة مع الأخ الوزير، حتى لا ينفرط عقد الدولة نهائياً، وتظل مسؤولية الحكومة مسؤولية جماعية وتضامنية على كل المستويات، ونتمنى عليهم أن يشكلوا خلية إدارة أزمة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية كل الوزراء، ويكلفوا نوابهم لتسيير الأعمال الروتينية اليومية في وزاراتهم بدلا من الغرق في أكوام من الأوراق والقضايا البسيطة التي إن انشغلوا بها فإنها ستستغرق منهم كل أوقاتهم وستستنفذ كل طاقاتهم على حساب القضايا المصيرية الكبرى للوطن.
نتمنى للحكومة التوفيق والنجاح، ولوطننا الحبيب الخلاص من كل أزماته وأوجاعه.
محمد مقبل الحميري
مجلس النواب ومنح الثقة للحكومة 1237