لقد تطورت الأساليب الصحفية اليمنية عبر مسيراتها التاريخية وتعتبر الصحافة اليمنية أو نقل الحدث بحياديه أو التعبير عن الراي من الأشياء الرائدة والملموسة في حياة وفكر وثقافة الإنسان اليمنى المعاصر ولكننا قد نجد في الكثير من الأوقات عزوف الكثير من المتابعين والقراء عن متابعة القراءة للصحف اليومية أو ما يتم نشره من الكتب المحلية في مجالات متنوعة كالسياسة والأدب والدين ولا تكمن الأسباب وراء ذلك في عدم حرية وانفتاح الصحافة اليمنية أو عدم ثراء المعلومات الملقاة على الساحة المحلية فأسباب عزوف المواطنين عن المتابعة والقراءة تكاد تكون اقتصادية معيشية بحته.فالصحافة اليمنية بكل أنواعها الرسمية والحزبية والشعبية والمستقلة تخطو نحو خطوات شبه رائعة فجميع الصحف اليمنية تقريبا قد خرجت من تلك العوالم المظلمة لتمجيد الفرد المستبد وتخلصت من ارث الذيليات والمتلقات الرسمية وقلب الحقائق ومغالطة أفراد المجتمع وعدم الشعور بالمسؤولية نحو آمال وطموحات واحتياجات الأمة اليمانية وموقعها وعلاقاتها الداخلية والخارجية. فالصحافة والإعلام اليمنى اليومي هو المعنى بدراسة اتجاهات وأحوال وتغيرات الوضع ساعة بساعة كذلك هو المؤثر الفعلي نحو تغيير وتهذيب وصقل عادات وتقاليد وقوانين المجتمع فالصحافة والإعلام اليمنى بما تحمله من قوة الكلمة وحرية واستقلال التعبير عن الرأي الفكري والسياسي والديني قد جعلها تحتل موقع الصدارة في الأوساط المحلية والعربية من حيث الاطلاع والاحترام والتقدير وهذه حقيقه وليست ادعاء أو مكابرة فقد قطعت الدولة اليمنية الاتحادية الشوط الريادي في مجالات الصحافة والنشر وهذا شيء طيب في المجالات الفكرية والسياسية الحرة والمنفتحة والذى نتمنى أن تكون بداية الطريق نحو النهضة والتنوير والتغيير والعمران اليمنى المنشود والذى لايزال يعانى الكثير من المعوقات في حاضر ومستقبل دولتنا الاتحادية اليمنية الحديثة.
فالصحافة والثقافة والتنوير تضاهى من حيث الأهمية الانتخابات العامة فالأولى تعتنى بتجديد المعارف والخبرات والأخرى تعتني بطبيعة الحكم والعمران لرسم مستقبل اليمن العظيم أمة ووطنا. والأسباب الأخرى وراء نجاح الحريات الصحفية اليومية هو كونها تخدم وتعتني وتهتم بمبدأ سيادة الشعب المغاير تماما لمبدأ سيادة الفرد القديم وأجهزته البوليسية والسياسية المعيقة للحرية والتعبير والنقد الوطني الهادف والبناء وان نظرية وحرية واستقلال الصحافة تسير وفق خطوط متوازية مع نظرية وحرية الاستقلال الوطني وكلاهما يسيران نحو غايه سامية واحدة هي تأكيد حكومة واستقلال وحرية وسلطة الأمة اليمانية العظيمة فالصحافة اليمنية وحرية الكتابة والتعبير والنقد والنشر هي أداة نشطة وفاعلة من أدوات الأمة البنائية في مجالاتها المختلفة نحو النهضة والعمران المنشود .فالتطرف في الحرية الصحفية من الأمور الغير حميدة وهو ناتج عن قصور في الذات العاملة في مجال الصحافة والنشر وهو الخلط الفعلي بين الاضطرابات الشخصية والسياسية والمذهبية بحجة الدفاع عن الكرامات العامة وهذا التطرف في الحرية السياسية والصحفية قد يؤذى الفرد من عدة نواحي أما بالاضطرابات العقلية إن كان التطرف شخصيا في الفكر والعقيدة أو بالحبس والاستدعاءات الأمنية إن كان التطرف تصادما مع الدولة أو المجتمع فالتطرف الصحفي قد يثير الكثير من المشكلات وفى المقابل فالعبودية والفردية والانعزالية الصحفية والغير مسئوله قد تؤدى إلى تردى وجمود الأوضاع وسيادة البغض والكره في الأوساط الثقافية المتلقية لكافة المواد الصحفية المدونة والأحداث اليومية المعروضة للكثير من أولئك الكتاب السائرين نحو العبودية الصحفية وعليه فالعدالة والاتزان الصحفي والانسيابية بين كلا الفكرتين وتوازن الفكرة والمعلومة بين الشعب والدولة هو قمة الموضوعية الصحفية والإعلامية اليمنية المنشودة.
ومما سبق تقوم وتظهر الصحافة والإعلام اليومي كمنظومه متكاملة ولا يحق لأى جهة أيا كانت اختراق مبدئ حرية واستقلال الصحافة لأنها توازى من حيث القوة والتأثير الوطني مبدئ اختراق حرية الانتخابات العامة فحرية التعبير عن الرأي بالوسائل المتاحة مثلها مثل حرية مزاولة الاقتراع والانتخاب العام وكلاهما مكفول ومضمون في القانون والدستور اليمنى.
ونحن كمواطنين في الولايات المتحدة اليمنية نمتلك منظومة إعلامية وصحفية جيدة نسعى جاهدين لإثرائها وتطويرها وذلك من خلال إيجاد حلول إيجابية ومتزنة لتربط بين الأحداث والأفكار والمنشورات اليومية ربطا وثيقا لما فيه نهضة وثقافة وتنوير المجتمع اليمنى بكل اطيافه ومن ما سبق ستظهر على الساحة اليمنية الخبرة والعدالة والاتزان والمهنية والموضوعية في المجالات الصحفية المتنوعة بميادينها الواقعية والعصرية.. ومن العيوب الصحفية الناتجة بعد الحريات الشعبية والثورات المدنية أو بعد الانتصارات أيا كانت مذهبية أو عسكرية السير نحو الانتقام من خلال الكلمة والنشر وتجريح الخصوم بدلا من الظهور بأدبيات وأخلاق حكيمة ومسئؤولة فينتج عن ذلك اضطراب صحفي في الجهات المقابلة أو ما نسميه اصطلاحا بالاتجاهات المعارضة فتسود أدبيات وثقافات ونشر التشاؤم والتحطيم بدلا من أدبيات وثقافات ونشر التفاؤل والعمران للوطن والوضع برمته وهذا نشوء خاطئ وجسيم في حرية ومساواة المواطنة والهوية اليمنية الأم والمكفولة بالتاريخ والفترة لكافة المنتصرين والمهزومين والحاكمين والمحكومين في نظرية التداول السلمى للسلطة .وعليه لابد أن يعي الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام والنشر إن استقلال وحرية الصحافة تكمن ما بين الاندفاع الضار والعبودية الرتيبة عند التعبير عن الراي الصياغة الحدث أو نشره ولابد للصحفيين والكتاب والناشرين توخى الحذر قبل التوجه نحو صياغة الصحف اليومية والابتعاد عن مزج الآراء والمقولات بالمشاكل الشخصية أو الحزبية أو الطائفية فتخرج مواد الصحف اليومية رتيبة ومضطربة وغير مفيدة .ولابد لنا من فتح جوانب التقدير والاحترام للغير وإمكانية التعايش المهني والصحفي بين أنواع الكتاب السياسيين والدينيين في ربوع اليمن العزيز فالحرية والمساواة في الجوانب الإعلامية والصحفية هما عمودي النزاهة والرقى الصحفي السائر بالمتلقين والقراء نحو دروب التنوير والنهضة الفكرية اليمنية في المجالات الاستكشافية النظرية والعمرانية لأننا بهذا الكم الهائل في الحرية والاستقلال والمساواة في مجال الصحافة والإعلام نستطيع توجيه أقلامنا ومفكرينا نحو الغد المشرق ونستطيع استثمار هذا الوضع التنويري اليمنى المنفتح لما فيه رقينا ورصانة أخلاقنا وجمال ذواتنا وإنسانية مجتمعنا اليمنى الأصيل.
وما سبق طاقات كامنه فينا جميعا إما أن نوجهها نحو البناء أو نوجهها نحو الهدم والتدمير .فنحن عندما نريد أن يكتب لصحافتنا المحلية التوفيق والخير والنجاح فلا بد لنا أن نتحلى بالموضوعية والصدق والأمانة عند التصدي والنقل للكلمة أو المعلومة أو الحدث من جانب والتسليم بنظريات ومعلومات الخصوم السليمة والعادلة من جانب اخرب لان غاية الصحافة هي الخروج من ساحة الجمود والاغتراب والدخول إلى مواطن البناء والحرية والاستقلال المهني الحر والمنشود..
نبيل صالح المراني
اليمن الاتحادية وحرية الصحافة 1133