مسكينة هذه العجوز الجاهلة.. ألم يكن الأولى بها أن تدعو الله دعوة مباشرة لابنها ان يرزقه رزقاً حلالاً ولا يجعله محتاجاً لأحدٍ سواه.
حال مثقفي وطننا ونخبه اليوم شبيه بحال هذه العجوز الجاهلة، فرغم المخاطر التي أصبحت واقعا مهولاً يهدد الوطن كله بكوارث عظمى بعضها أسوأ من بعض، إلا أن هؤلاء المثقفين والنخب بمختلف توجهاتهم، متوزعون بين مراكز القوى العابثة بمصير الوطن ومقدراته، يتعصبون مع هذا أو ذاك، لا لقناعة لديهم بأن هذه الجهة أو تلك هي التي ستنقذ الوطن وتؤمّن المواطن، وستوفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ولكن على أمل أن يحصل هذا المثقف أو ذاك على فتاتٍ مما قد تجود له به هذه الجهة التي يتعصب لها، وقليل منهم من يحصل على هذا الفتات التافه، اما الأغلبية فيعملون ديناً، بل وهْمًا، وقد يقضون حياتهم على أمل الارتزاق ولا يحصلون على شيء.!
أليست هذه الفئات، وهي كثيرة للأسف، أكثر شقاءً من تلك العجوز المسكينة التي تدعو للآخرين بالرزق من اجل أن يتفضلوا على ابنها بتشغيله لديهم بأجر زهيد... ولو وجهت جهود هؤلاء جميعاً مع الوطن لتغيرت احوال الجميع ولما احتاجوا لهذه المذلة والارتزاق الرخيص..
اللهم ألهمنا رشدنا، واهدنا لأحسن الأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت..
محمد مقبل الحميري
النخب اليمنية والعجوز الجاهلة 1266