;
يونس الحكيم
يونس الحكيم

إلى دعاة تقرير المصير ومن أصر على مناصرتهم 1266

2014-12-14 18:38:17


بعد أن أحيا الحراك الجنوبي الذكرى السابعة لتأسيسه في العاصمة صنعاء في ٧/٧من العام الجاري وخلت الساحات في المحافظات الجنوبية من أي مظاهر أو فعالية تذكر ولأول مرة منذ تأسيس الحراك في العام ٢٠٠٧.

 استبشر اليمنيون خيرا بهذه الخطوة واعتبرها البعض تأتي في سياق حلحلة الأزمة اليمنية ككل والقضية الجنوبية على وجه الخصوص.

لكن لم يمض يوم واحد على ذلك حتى تفاجأ اليمنيون بسقوط عمران بيد جماعة الحوثي.

هاتان الحادثتان المفاجئتان وبالتزامن وضعت العديد من علامة الاستفهام والأسئلة بحثا عن إجابات مقنعة في توصيف ما حدث وكيف يمكن للمواطن الربط بينهما؟!.. وقد سبق لي أن أفردت مقالا بعد سقوط عمران بأسبوع وبعنوان (أحداث عمران.. سقوط الوحدة بنيران شمالية) وتطرقت إلى علاقة هذا بفعالية الحراك بصنعاء بالقول هل توصل الحراكيون عندما قرروا إحياء فعاليتهم السابعة في صنعاء إلى قناعة تامة بأن عمران ستسقط وأن صنعاء بالنسبة لأنصار الله المحطة التالية لعمران وإن القبائل من أبناء الشمال سيهبون دفاعا عن صنعاء ويتم استنساخ سيناريو ٦٧عندما فرضت القوى الملكية حصارا على صنعاء في اليوم الذي تجري فيه مفاوضات مع الجبهة القومية في جنيف لإعلان جنوب اليمن دولة مستقلة, مستغلين الصراعات الدائرة في الشمال ووقوع صنعاء تحت الحصار وبدعم من دول إقليمية ودولية وقد تم العثور على مقاتلين بريطانيين إلى جانب القوى الملكية بزي شعبي وتم التقاط صور بذلك وكان الهدف من إذكاء صراعات في الشمال آنذاك حتى لا يستقل الجنوب ويسعيان إلى إعادة تحقيق الوحدة وتحقق لتلك القوى الإقليمية ما أرادت آنذاك ولم يستفق الشمال من صراعاته ويعلن المصالحة الوطنية في العام ٧٠بين القوى الملكية والجمهورية إلا والجنوب قد أصبح دولة بمقوماتها وقد سارعت بريطانيا آنذاك بالسعي الجاد والحثيث من اجل كسب اعترافات دوليه بالجمهورية الوليدة.

المهم في الأمر أن استنساخ تجربة ٦٧ والتي كان مخطط لها حاليا لإجهاض الوحدة بنفس الأساليب وبنفس الأدوات قد تم إفشالها عندما قررت القبائل وبعض القوى السياسية والمجتمعية عدم الدخول بمواجهات مع الحوثيين والذي تم على اثرها سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين ولأن هذا كان مفاجئا للقوى التي لا تريد استقرار اليمن ومفاجئا أيضا للحراك الجنوبي الذي انكشف أمره وسارع إلى تحريك الشارع والدعوة إلى إقامة اعتصامات مفتوحة للمطالبة بتقرير المصير بعد أن كان الحراك قد أحيا فعاليته السابعة لذكرى تأسيسه في العاصمة صنعاء ودون أن تشهد أي ساحة إقامة أي فعالية حراكيه من أي نوع.

لكن وللأسف الشديد وبعد أن نزل الحراك مرة ثانية إلى الشارع مطالبين بفك الارتباط كنا نحن أبناء المحافظات الشمالية نتوقع هذا النزول لكن بمطالب أخرى! نعم كنا نتوقع خروج الجنوبيين جميعا معلنين تضامنهم مع أبناء المحافظات الشمالية ورفضهم القاطع وإدانتهم الشديدة لأسقاط صنعاء ومدن أخرى بيد الجماعات المسلحة هذا ماكنا ننتظره من أهلنا وشعبنا في الجنوب وخاصة بعد نالت القضية الجنوبية قدر كبير من الاهتمام في مؤتمر الحوار لكنه وبعد الموقف المشين من بعض القيادات الجنوبية وانقلابها على وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية التي يرى فيها البعض أنها جاءت مخيبه للآمال وخروجا صريحا وواضحا عن دستور الوحدة المستفتى عليه بنسبه عالية جدا ها هم الجنوبيون الآن بمطالبهم الغير مشروعة يدفعون بأبناء الشمال إلى التمسك الشديد بدستور ٩١ عبر الرفض القاطع لأي دستور يمس وحدة اليمن وهويتها الوطنية لأن المطالب الانفصالية ستقابل بالرفض الشعبي ولا يمكن أن نسمح أن نكون جسرا يعبره الانفصاليون.

فلم ننزل إلى الساحات والميادين في فبراير ٢٠١١ونقدم آلاف الشهداء والجرحى لكي يتمزق الوطن ولكي ينفصل الجنوب وعليهم أن يدركوا ذلك وأن يدرك معهم أبناء الشمال الممثلين له في مؤتمر الحوار الوطني الذين كانوا سببا في رفع سقف المطالب لأنهم لم يواجهوا الحجة بالحجة والدليل بالدليل وهم يناقشون حل القضية الجنوبية ولم يكلف عضو واحد نفسه بالرد على رؤية الحراك الجنوبي في حل القضية الجنوبية, حيث اعتمدت هذه الرؤية على الوقائع والمفاهيم المغلوطة والمتناقضة مع بعضها والتي لو أحسن المتحاورون الرد عليها فلربما اعتذر المغالون منهم للشمال ولكن وكما قال السيد/ جمال بن عمر الشماليون لا يعرفون قول "لا" والجنوبيون لا يعرفوا قول "نعم "وهذه المواقف السلبية يدفع ثمنها الشعب والوطن والذي كان ينبغي أن نحاسب كل من أساء إلى الوطن وإلى الوحدة أيا كان الأشخاص. شماليون أو جنوبيون لا أن نتركهم وننخر في الوطن الذي لا نسمح لاحد أن يعبث به ماحيينا لأننا جميعا كشعب  شمالي وجنوبي دفعنا كلفة الوحدة ثمنا غاليا ولاقينا ما لاقينا من ظلم وإقصاء وتهميش وذل وهوان ولعل الأرقام الواقعية عن سياسة الإقصاء والتهميش التي مارسها النظام برموزه (الشماليين والجنوبيين) بحق الشعب عامة وليس بحق الجنوبيين فقط كما يتصورون أو يصوره لهم البعض فالمواطن الشمالي عانا من سياسة التهميش والإقصاء أكثر مما عاناه المواطن الجنوبي. كيف ذلك!؟

البداية بعدد المستفيدين من الدولة أو بالأصح إجمالي عدد الموظفين والعاملين بالجهاز الإداري للدولة مدنيين وعسكريين فاذا ما افترضنا أن عدد موظفي الجمهورية يتجاوزون مليونا وثلاثمائة ألف موظف وإذا ما افترضنا أن منهم مليون شمالي وهذا يعني أن هناك تسعة عشر مليون شمالي من إجمالي سكان الشمال البالغ عشرين مليونا تقريبا محرومين من الوظائف وغير مستفيدين من الدولة وبنسبة بطالة ٩٥٪ ويتم تدارك هذه النسبة عن طريق بدائل كثيرة فهناك نسبة كبيرة تعتمد على الحرف والمهن الخاصة دون الاعتماد على الدولة أو الوظيفة ويقومون بدفع الضرائب والزكاة للدولة ويعطونها دون أن يستفيدوا منها ودون أن يسخطوا على الوحدة وهناك مئات الألاف يلجؤون إلى الاغتراب والبعض منهم ولو بطريقه غير شرعية ويتعرضون لأبشع صور الاستبداد والذل والمعاناة في بلد الغربة بسبب الوحدة بعد أن كانوا يعاملون قبل الوحدة بطريقة لائقة ومع هذا لم يسخطوا على الوحدة وهناك عشرات الآلاف يفترشون الأرصفة والمحلات من الباعة والمتجولين ويتعرضون للتنكيل والملاحق من بعض مؤسسات الدولة ومع ذلك لم يسخطوا على الوحدة وهناك الآلاف من الباعة وأصحاب المحلات التجارية القاطنين في المحافظات الشمالية تهم للإحراق من بعض من الحراك المسلح لكنهم لا يسخطون على الوحدة ومع هذا وعند ظهور الحراك السلمي المطالب بالحقوق تعاطفت معهم تلك الفئات رغم آلامها وجراحها وهتفت في وجه السلطة بضرورة إعادة حقوقهم المغتصبة من قبل السلطة الحاكمة..

وهذا التهميش والإقصاء لم يقتصر على حق المواطن في التوظيف والاستفادة من الدولة فحسب فقد شمل ذلك في التعيين للمناصب العليا في قيادة الدولة فكانت تلك المناصب حكرا على بعض المناطق في الشمال والجنوب وكان النصيب الأكبر منها يتوزع على المحافظات التالية (صنعاء، إب، تعز، حضرموت، أبين) بالإضافة إلى ذمار وعدن بعض الشي ومعنى هذا أن التهميش والإقصاء قد طال غالبية المحافظات شمال وجنوب وبالمقارنة سنجد أن إحدى عشرة محافظة شمالية من أصل خمس عشرة محافظة مهمشة في تولي المناصب القيادية للدولة وبنسبة ٧٤٪وهذه النسبة كبيرة جدا مقارنة بنصيب الجنوب في التهميش والإقصاء والبالغة ٥٧٪ إذا ما حسبنا عدد المحافظات المهمشة وهي أربع إضافة إلى عدد محافظاتها السبع وكذا الحال بالنسبة للتنمية وتوفير الخدمات فالمحافظات التالية (العاصمة، عدن، حضرموت، إب، تعز، ذمار) كانت لها نصيب الأسد على الأقل في عاصمة المحافظ أما البقيه مهمشه.. ولو تأملنا أكثر وعقدنا مقارنة بين العاصمتين السياسية صنعاء والاقتصادية عدن) لوجدنا أن صنعاء كأنها منطقة نائية وعدن كأنها أوروبية وكذا الحال بالمقارنة بين المحافظتين النفطيتين (مأرب وحضرموت) فمأرب كأنها قرية وحضرموت كأنها مدينة خليجية وإن نهبت ثرواتهما فمن نظام صنعناه جميعا شماليين وجنوبيين ورموزه هم شماليون وجنوبيون وعودوا إلى التشكيلة للحكومات التسع من عمر الوحدة وانظروا إلى العاصمتين "السياسية صنعاء والاقتصادية عدن" فصنعاء كأنها منطقه نائية وعدن كأنها مدينة أوروبية وإن كان هناك نهب للأراضي لعدن فقد نهبت الحديدة من قبل ومازالت إلى الآن فنحن لا نشرعن النهب وإنما المظالم الواقعة عند الجنوب هي عند الشمال وكان ينبغي مسألة ومحاكمة كل من تورط في نهب ثروات ومقدرات البلد العامة والخاصة لأن نحاكم الوطن ووحدته فما علاقتهم بالأمر وما علاقتنا نحن الأغلبية الشمالية فيما ارتكبه الآخرون (شماليين وجنوبيين) واضروا بالوحدة فلماذا نهدد بانتزاع حقوقنا وحقوق كل يمني شمالي وجنوبي عبر تجزئه الأرض اليمنية التي ضحي من أجلها عشرات الألاف من المناضلين والأحرار؟ فأي تنازل عن أي شبر فيها يعتبر خيانة لتضحيات الشهداء من شمالة وجنوبية وخيانة وخرق للعقد الاجتماعي المستفتى عليه بأغلبية ساحقة, حيث أشارت المادة الأولي منه (الجمهورية اليمنية دولة مستقله ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي منها) وهذا ما ينبغي على دعاة تقرير المصير فهمه.

 فإذا لم يجيز لنا الدستور التنازل عن أي جزء منه! كيف يتوهم دعاة الانفصال (ربع عشر الجمهورية)!! بأننا سنتنازل لهم بما يقارب ثلثين مساحة الدولة (٣١٠٠٠٠كم)! وحتى ولو غرروا وحرضوا بقية الجنوب على هذا المطلب! فمن سيقبل بهذا؟

 ومن قسم بيننا أصلا! ومن قال إن الأرض الشمالية هي للشماليين والارض الجنوبية للجنوبيين؟!

 وبعدين يا جماعة.. كيف جنوب وتعز "الشمالية" في عمق الجنوب وحضرموت الشرق "الجنوبية" في أقصى الشمال ولها حدود مع السعودية؟!.. هذا يعني أن اليمن كانت مقسمة استعماريا إلى شرق وغرب أقرب ما تكون شمال وجنوب وانظروا إلى الخارطة وستلاحظون هذا!

والأغرب من هذا أن البعض ينكر يمنيته في سبيل استعادة "دولة الجنوب العربي" ونحن نقول لهؤلاء ما فيش حاجة عندنا اسمها الجنوب العربي وأسالوا من في الأرض إلا إذا عندكم فكرة أعمق تخشون البوح بها وهي إقامة دولة الجنوب العربي الواحدة التي تضم (اليمن، عمان، أجزاء من السعودية) كون هذه الدول والأجزاء تقع في منطقة الجنوب العربي وهذا هو تفسيرنا الوحيد لدولة الجنوب العربي!! لكن ستطل علينا مشكلة أخرى وهي ضرورة إحداث توازن في المنطقة, يتطلب الآمر إنشاء دولة موازيه تسمى "الشمال العربي" لكن الشمال العربي قد سبقهم بها "داعش"  وبالتالي لامجال لخلق داعش جديد بالمنطقة وبعدين أيش من جنوب عربي وأنتم تنكرون يمنيتكم وأنتم تعلمون أن اليمن أصل العرب؟!!!

أما الأشخاص الذين ينكرون يمنيتهم فإنهم سيكونون في مواجهة مع النشطاء الحقوقيين في المحاكم تمهيدا لإسقاط الجنسية عنهم فعليهم الحذر أن لا يعودوا..

وفي الختام أدعو العقلاء من أبناء المحافظات الجنوبية إلى الأخذ بأيادي إخوانهم من الحراك المغالي حتي لا تضيع حقوقهم المشروعة والتي ناضل من أجلها الحراك السلمي الحقوقي..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد