وطن يحرق, يمزق وكأنه مكتوب على كل مواطن أن يبكي أو يتفرج أو يموت وأن لا يتحرك أو يغضب.. وضعنا لم يتغير ودائما ما يشعر المواطن أنه مظلوم بما يشاهد ويلمس من تصرفات المسؤولين تجاه هذا الشعب وما يقوم به الحاكم والمسؤول من خلق ثقافات مضرة يعيش المواطن في هذا البلد بصعوبة وهو يرى منظومة الحكم في بلدنا تعمق البؤس والحرمان ولقد فقد الثقة بتنقل المسؤولين من مكان إلى آخر وهم يحملون معهم معاول الهدم وينشرون الفساد ويظل الأقوياء هم المسيطرون والعابثون في هذا البلد وأصبح الماضي في نظر اليمنيين كأنه لن يعود بمآثره.. فقد حفلت اليمن في تاريخها الطويل بمآثر جليلة سجلها الرجال عبر التاريخ في مواقعهم بدون غاز أو بترول أو عوائد للمغتربين أو مساعدات تذكر, واضعين الأخوة والمحبة والسلام مصيرهم..
تلك المواقف التي اتسمت بالإيمان والصدق والإخلاص لم يكن همهم ملء جيوبهم فكانوا نجوما يهتدي بهم الناس في حياتهم، لقد أظهروا اليمن في عصورهم بالعزة والكرامة وبينوا حقيقة وجودهم وصلابة توجههم, كاشفين للعالم ولمن حولهم وقدرتهم على العمل والإبداع والإخلاص لشعبهم, متحملين بصبر وشجاعة غير آبهين بدنيا الآخرين ولا غرابة على من شيدوا في هذا البلد السدود والقنوات الزراعية والمدرجات حاملين لواء النور واستغلوا وجودهم في الدهر والزمان, لم يسخروا مناصبهم ومواقعهم لتنفيذ أهواءهم أو السير وراء ملذاتهم وشهواتهم وجاء الحكام والمسؤولون الظالمون في زماننا هذا والذين قال الله سبحانه وتعالى لعباده فيهم ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) صدق الله العظيم..
وجاء أشباه الرجال الذين لم نجد منهم الحساب للحكام والمسؤولين أو من ينكر عليهم سوء أفعالهم وقبيح تصرفاتهم وفساد أقوالهم كما لم نجد من العلماء الناصحين أو الرافضين لتوجهاتهم بل وجدنا فيه شعبا صابرا على أفعالهم وأطماعهم وسوء إدارتهم والتي لم تكن مناصبهم سوى وسيلة من وسائل الجمع للمال لأولاد أولاد أولاد أولادهم ونحن لنا الله في فقرنا لذلك لم نجد المعارضين لتصرفاتهم أو الساعين للمواجهة بقصد إسماعهم وتوقيفهم بجرأة لا غموض فيها حيث لا يخافون لومة لائم الكل شاركوا في بفاء الذلة والخضوع الكل نراهم وخاصة الركع السجود والكتاب والمثقفون والأدباء والساسة والمتعلمون كلهم خارج السجون رضوا بالحاكم الغافل وتصرفات المسؤول المغامر والجاهل يستجدون طلب الرضى والمادة يكتبون ويؤلفون ويهدون الناس إلى ما يخالف الطيب من القول خدمة للحاكم والمسؤول بعيدين عما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ومن مآثر الأولين إلى مآثر الآخرين في زمننا هذا لم يستحضر الحكماء من القوم والمثقفون في هذا البلد القدوة الحسنة في حياتهم ولم يقدموها للعامة من الناس..
لقد فرطنا وخالفنا ما جاء به حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه اذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث منها ولد صالح يدعو له، هذا الولد اليوم غير موجود لأنه يحمل السلاح ويخزن القات ولا يصلي في الأوقات ويتنقل في النت والواتس اب والمراسلات وصدقة جارية يخرجها الغني والتاجر والمسؤول على مضض من صناعة قائمة على المواد الحافظة القاتلة للإنسان ومن ادوية مهرية ومن كشوفات مزورة وصرفيات للتذاكر ومن رديات المرتبات والمعيات ومن مخلفات البسط والنفوذ ومن بصائر وأحكام الزور ومن علم مبني على البراشيم والغش والحصول على المجموع بالقوة من خلال ضرب مدير المدرسة والمدرس ومن احاديث مشبوهة وغير صحيحة تهيج شبابنا للجهاد وهو بحد ذاته إرهاب بما يخالف الدين والشرع، هؤلاء هم الشموع في بلدنا اليوم مغلوب على أمرهم, الآباء يقهرون والأولاد يقتلون، هذه حكاية شعب أينما حلوا أو رحلوا مقاتلة بعضهم باسم الدين وباسم الجهاد والمدنية والأطماع وهكذا أثبت الشعب في اليمن بانه غير موجود لكنه حاضر في الوجود ليس له من الحياة غير أهداف الحاكم والمسؤول، اليمن ذاهبة إلى المجهول واستطاع كل حاكم ومسؤول ومواطن أن يقضي عليها كل واحد بوسائله المكر والخيانة والصمت والدعاية وانه مجرور بحرف مع ولا إلى ما لا نهاية وبعد أن كانت اليمن اصل العرب في القوة والشدة والأخلاق والمروءة والمبادئ والقيم قرون وأهلها قادة وفاتحين ومتصدرين للحرب والسلام من أجل الإسلام جاء الرجال المتقاعسون التابعين للعمالة المتجهون للدنيا وملذاتها جاعلين وجودهم قائما على نصرة المظلوم وليس على أساس حب الدنيا وحب الملايين لا ينصرون حقا ولا يمنعون باطلا ولا يأمرون معروفا ، رجال للخراب لا فائدة من وجودهم ولا يستحون اليوم ، تتغير جلودهم وألسنتهم يوما مع فلان وبكرة مع علان وبعد بكرة مع الشيطان، إن الرجال في اليمن أقسام واغلبهم مناصرون لمن هو فرعون وهامان والتطور في اليمن كانه بعيد المنال، الوضع يخلف الكثير من المعاناة بؤس وحرمان، مرض وفقر لكن اليمنيين متحدين شغف الفقر والحاجة, منتظرين تغيير وجهة نظر الحاكم والمسؤول اتجاه هذا الشعب المسكين قبل الموت أو الرحيل من هذا البلد وبحسرة وندم يقولون يا سعد من ينتمي إلى إرتيريا أو جيبوتي أو راعي غنم على حدود السعودية أو عمان أفضل وأحسن من بقاء هذا الشعب تحت رحمة من يبحثون عن القصور والسيارات وحسابات البنوك ومن يتقلدون المناصب من بعض المسؤول ين في اليمن الذين لا هم لهم سوى مصالحهم لا فائدة لنا منهم ولا من وجودهم وبطن الأرض خير لنا من ظهرها ومن رؤيتهم كل يوم هم في معركة والفشل يلاحق بلدنا والجهل والظلام بسببهم صراع يتجدد ويستمر ولكنه في صالح القادة والساسة من يقودنا اليوم هم الظالمون والفاسدون والعملاء المأجورون يوزعون فسادهم، الكره والحقد ولعل الكثير من الشعب من يعرفون اكثر عن حقائق الظالمون والفاسدون في هذا البلد، هذا هو حالنا لم يتغير من قرون والرشوة هي من نشتري بها النظام والقانون والكبار عندنا بدون سنون من السموم ومن المبيدات ومن من يتصدرون قائمة التهريب للمواد التي تهلك الحرث والنسل في بلدنا ومن كثرة التفكير لأفراد هذا الشعب اغلبهم تائهون منتفون للشنب والدقون متسولين والنساء في الشوارع والمعاهد والقليل منهن في البيوت جالسات راضيات بالمقسوم والشباب مسلحون ومرافقون يقتلون ويقتلون والى السجون مصدرون وأطفالنا في الورش والمطاعم وبائعون في الطرقات وفي النت بدل المدرسة كل يوم متوجهون فمن هو القائد القادم لليمن الذي يعيد لنا العزة والكرامة وتطبيق النظام والقانون، من يا ترى نسعد به في قادم الأيام رغم الحروب والأزمات والآلام ورغم بقاء الفاسدون في مواقعهم، سباق خطير ومستمر ومتطور ومتواصل في كل المجالات والإدارات، العبث والفوضى أبطالها قليل ومشجعوها كثير لم تستقر الحياة في اليمن بسبب المنغصات التي يواجهها المواطن ، تتناقص الأعمار في اليمن ويكسوا الشيب الشباب والرجال الأحرار والمادة هي من يقاس عليها الاهتمام عند المسؤول ين والحكام ، تكون صاحب حق او باطل والالتحاق بالوظيفة العامة في اليمن وسيلة من وسائل الارتزاق وكسب الحرام في القضاء وفي الأمن والضرائب والواجبات والأشغال كل هذه المرافق جباية من جيب المواطن ومن المادة في بلدنا تصنع من الأكاذيب منها حقوق ومن القوة تضيع الحقوق وبسبب إخفاء وتجميد المخلصين الشعب في أيادي الفاسدين الذين يثقفون هذا الشعب بأن وسيلة النجاح في هذا البلد هي المادة والمحسوبية والواسطة وهي القوة في مواجهة النظام والقانون، وضع خطير يرسمه لنا الحاكم والمسؤول ، صراع يتوسع بسرعة وصول المطر تجرف الأخلاقيات والقيم كما تجرف السيول من بقدرتها ولا يبقى أمامها سوى القوي ويظل الضعيف في نظر المجرمون هو من يمكن اصطياده دون خوف أو رحمة لذلك ضلت الوحوش من الأنس في بلدنا بلا رادع بأسلحتها وقوة بطشها وبسطها لأراضي وممتلكات المواطنين في حضورهم وغيابهم تطارد حياة اليمنيين في أكلهم وشربهم وكم نحن في اليمن فريسة للعابثين والفاسدين والمشائخ والمسلحين، إننا اليوم بحاجة إلى من يغير أحوالنا كمواطنين ويصبح الاستقرار بدلا من القلق والخوف والأمن يتم استبداله بدلا عن الحروب والفتن والمشاريع الاستراتيجية بدلا من المشاريع الوقتية والموسمية والمخلصون بدلا عن الفاسدون والتي يهدر فيها الأموال والحقوق والقدرات في هذا الوطن لصالح الشيخ والحاكم والمسؤول، اللهم وعجل بزوال الفاسدين والظالمين واستبدلهم بالمخلصين الأوفياء الشرفاء لهذا الشعب والوطن اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
تلاحم الضعفاء في مواجهة الظالمين الأقوياء 1979