اللجنة المكلفة بإعداد الدستور اليمني الجديد للدولة الاتحادية، اتخذت من عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها حتى تنجز مهمتها بضيافة كريمة من قبل قيادة الدولة في الامارات، ولا غرابة في ذلك فالإمارات العربية المتحدة لها أيادٍ بيضاء على مستوى الساحة اليمنية في كثير من المجالات التنموية أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان مؤسس الدولة رحمة الله عليه، وما إعادة بناء سد مأرب التاريخي إلا احدى مآثره الخالدة، وكذلك منتزه زايد في جبل صبر، وتعويضات كارثة الفيضان في حضرموت ليست غائبة عن أذهاننا... ولست هنا بصدد حصر ما قدموه لليمن واليمنيين، فهي كثيرة وفي مجالات شتى، لا ينكرها إلا جاحد، ولكني ذكرت كمثال على أيادي زايد الخير البيضاء وخلفه نجله سمو الشيخ خليفة وأخيه الشيخ محمد بن زايد، ورغم ما اعترى العلاقة في السنوات الاخيرة من فتور بين النظامين، إلا ان المواطن اليمني يقدر دولة الإمارات قيادة وشعباً، ويحمل لهم الجميل، ولا ذنب له بالسياسات الخاطئة التي ترتكب من قبل السياسيين في اليمن، وستظل هذه المشاعر متأصلة بعيداً عن السياسة والسياسيين. خاصة أن كثيراً من أبناء دولة الإمارات أصولهم يمينية، وعلى رأسهم رئيس الدولة والاسرة الحاكمة في أبو طبي، فالعلاقة أزلية ومتجذرة في أعماق التاريخ، ولليمن جالية مقيمة هناك تتمتع بالرعاية والتقدير وتعيش بأوساط الأشقاء الإماراتيين بمحبة واندماج تام.
وأريد هنا أن ألفت عناية الأخوة رئيس وأعضاء لجنة الدستور المقيمين بالإمارات إلى ان هناك إخوة لهم من أبناء اليمن كانوا مقيمين، بعضهم من حملة الدكتوراه كانوا يعملون بالتدريس ببعض جامعات الإمارات، ولسبب أو لآخر ألقي القبض على اثنين منهم واودعوا السجن ولهم قرابة العام مسجونين دون محاكمة، بعد خدمتهم هناك كمحاضرين في الجامعة أكثر من عشر سنوات، وهما الدكتور عبدالملك الحسامي والدكتور عبدالله عبدالمؤمن التميمي.. يراودني الشك ان سمو الامير خليفة بن زايد وولي عهده على علم بما حصل لهما.. وإعلاء لقيمة المواطن اليمني وكلفتة كريمة من لجنة الدستور، أتمنى وأرجو من الاخ رئيس اللجنة مع لجنة مصغرة من اللجنة يكون في عضويتها الدكتورة ألفت الدبعي أن يطلبوا من السلطات هناك السماح لهم بزيارة هذين الأستاذين، ويطلعوا على تهمتهما، وبعدها إما ان يشفعوا لهما بإطلاق سراحهما وعودتهما إلى أهلهما، وإما ان يحاكما محاكمة شفافة وعادلة، ومن خلال معرفتنا لأسرة آلِ نهيان العريقة والكريمة الأصل فأنا على ثقة انهم لن يقصروا ولن يخيبوا ظنكم، وبذلك ستكون اللجنة قد قامت بعمل إنساني كبير، إضافة لعملها الوطني في إعداد الدستور..
في الختام اذكرهم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل: (من فرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة).. سدد الله خطى الجميع لما يحبه وبرضاه.
عضو مجلس النواب/ عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
محمد مقبل الحميري
مناشدة إنسانية عاجلة للجنة إعداد الدستور 1385