لقد حان الوقت لأن ننظر بتمعن إلى حقائق كانت غائبةً في الماضي القريب..وهي أن الوطن يستدعينا إلى العمل من اجله بكل تفان وإخلاص..نعم نحن يمنيون ونحب وطننا لكننا لا ندرك خطورة تلك الممارسات والأحداث المتعاقبة التي تسببت في عرقلة عجلة التنمية والتطور الذي ننشده جميعاً وفي شتى مجالات الحياة.
علينا أن ندرك أن الفرصة ما زلت متاحة لتجاوز أخطاء الماضي الذي سبب الأوجاع والآلام والإحزان والمآسي.
ونقول لأنفسنا لماذا كل هذا يحدث وهو سؤال يدور في بالنا كلما نظرنا إلى الواقع المرير والمشاهد المؤلمة التي تتكرر يومياً هنا وهناك..وتكون نتائجها إزهاق الأرواح البريئة دون مبرر.
في تطوري أن الولاء الوطني الحقيقي يتجسد في القول والفعل بمعنى أنه يتوجب على أطراف العمل السياسي في بلادنا أن تتحد في مواجهة مخاطر تهدد الأمن القومي.وتختلف في برامج العمل والسياسات الاقتصادية وغيرها.فالاختلاف مشروع حين يكون في النظريات الاقتصادية والبرامج.ويكون جريمة حين يتحول الصراع بين القوى السياسية إلى الاستخدام المفرط لكل أنواع الأسلحة وإزهاق أرواح البشر.
علينا كمجتمع أن ندرك واجباتنا تجاه وطنا.إذا أردنا بالفعل صناعة المستقبل لنا ولأجيالنا القادمة.علينا أن نعمل بروح التسامح والتعاون وبذل كل الجهد في سبيل الارتقاء والازدهار لوطننا الغالي إلى قلوبنا جميعا.
نحن جميعاً مطالبين ببذل مزيد من الجهد والعطاء من أجل استقرار وتقدم الوطن، خاصة في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد .للوصول لحالة الاستقرار التي تدفع عجلة التنمية بما يعود بالخير على الشعب ، وعلينا أن نحرص على أن يكون أدائنا بناءً في كل المجالات.
نحن جميعاً نلتقي حول الوطن الذي يجمعنا بمبادئه وعناصره وفئاته وتاريخه وتراثه، هذا الوطن الذي بناه الآباء والأجداد بكل إخلاص وإيمان وثقة. وبالتالي علينا ألا ننظر إلى ما يمكن أن يقدمه لنا الوطن ولكن ننظر إلى ما يمكن أن نقدمه نحن للوطن.
ففي هذه الأيام التي يتوجع فيها الوطن من بعض الآلام التي تمس استقراره ونماءه، فإن الحاجة ماسة إلى أن نتكاتف جميعاً كي نقف مع الوطن وأن نعالج المشكلات من خلال بذل المزيد من الجهد والإخلاص في العمل .والتفاعل مع معطيات الأوضاع الراهنة التي تتطلب الوقوف بحزم ضد الممارسات الخاطئة وعدم السكوت أو الصمت تجاهها. والعمل على معالجة كل المشكلات وجوانب القصور.
أ.د. محمود عبدالله عجيلي
الوطن يتوجع من بعض الآلام 1075