;
محمد محروس
محمد محروس

هادي محروس..! 1217

2014-12-28 15:10:13


تاريخه يُنبئ بأن لا تغيير إيجابي سيُحدثه ذاك الرجل السبعيني للشعب الذي انتخبه رئيساً.

هو ماضٍ مركون في زاوية من الزمن ،تكدس في مكانٍ قصيٍ من الستين، لزم الصمت، وتمسك بوظيفة النائب النائم ،يرأس لجنة الاحتفالات التي تأتي4 مرات في السنة، امتهن نقل تحايا فخامة الرئيس "السابق" واكتفى بذلك.

من غير سابق إنذار اتفق بشأنه جميع الفرقاء، وأعلنوه رئيساً توافقياً لهم، في وقت كانت الثورة في أوج قوتها ،تلتهم كل من يقف أمامها، تخرجهم من التاريخ أو تؤويهم إلى ركنها الشديد.

هادي الذي عشق الصمت، واستحسن الهدوء، كان وقتها يقوم بدور الوسيط بين المختلفين ويرسم خيوط مستقبل كنا نحسبه مستقبلنا نحن، لكنه اتضح فيما بعد أنه مستقبله ونجله.

لم نكن نعلم حينها بأن خديعة كبرى نُصبت للثورة اسمها المبادرة الخليجية التي بموجبها أصبح هادي رئيساً لليمن، وكانت لدينا بعض الشكوك والهواجس بأننا بانتخاب هادي رئيساً نكون قد نصبّنا كارثة على اليمن اسمها "هو"، لكن الساسة نجحوا في إقناعنا بأن ذلك هو الحل الوحيد المتاح أمامنا لنجاح ثورتنا وتحاشي خيارات الموت والعنف، والسير نحو المستقبل بخطوات واثقة.

صدقّنا الساسة وسرنا في فلكهم وأعلنّاها "صوتك ثورة" تحول فيما بعد إلى بوره علينا وعلى الوطن.

استلم "هادي" الحكم من الشعب ،لكنه لم يروق له ذلك وأبى إلاّ أن يكون "أمينه" التي كان يبحث عنها سلفه ليسلّمها السلطة، فاستلم منه أسوأ ما فيه من خبرات ومكر وانتقام وبدأ يمارسها علينا.

استلم الحكم وشرع بمكر يفكك كل قوة تقف في طريق مستقبله الذي كان ينسجه بدهاء، بدأ بالثورة وكل من له صله بها، وأوهمنا بتدوير طال قيادات في النظام السابق على أنها تغيير، اتضح أنها تغيير لصالحه هو.

كان "هادي" يمرر على سذاجتنا "حتوتة" خلافاته الإعلامية مع "صالح" فصدقناه وقلنا بأنه رئيس ثورة، وكأنه يريد أن يحقق أهدافها، ويُنهي قوة نظام ثرنا عليه ،فكانت النتيجة أنه ضحك علينا وحقق أهدافه وثأر من الثورة التي أوصلته رئيساً.

جاءنا "هادي " مشرداً طريداً في 86م بعد أن خان الرفاق وتقاتل معهم وخسر المعركة ومن يوم ذاك ما زالت عقلية المنهزم الساعي للانتقام مسيطرة عليه.

حدد "هادي" القوى التي يمكن أن تقف عائقاً لمشروعه الفردي وعمل لكل قوة خطة، وسار بتنفيذ خططه بشكل سلس، أدخلنا في دوامات عنف وأزمات فوضى، فيما استرخى هو متفرغاً لبناء مملكته القادمة.

منذ بداية حكمه أدركنا اللعبة لكن قيادات الأحزاب لعبوا بنا وبمستقبلنا حين كانوا يبيعون لنا وهماً بأن هادي "واحد مننا"، لم يكن واحد مننا، بل أراد أن يكون واحداً لا شريك له في الحكم، انفرد بكل قوة ساندت الثورة وفتك بها، وتحالف مع كل محاور الشر، فقتلنا وثورتنا وباعنا والوطن بثمن بخس ليبقى حاكماً.

يقرأ "هادي" كتب المؤامرات والخيانات وينفذها حرفياً على كل من أسنده في حكمه وتثبيت ملكه، ليستقيم به الحال حاكماً وحيداً.

بروح الانتقام ينقم ممن أحسن إليه، ويبيع جغرافيا آوته يوم كان شريداً مطارداً حتى صار رئيساً، هادي الذي جاء رئيساً بعد ثورة شعبية، أبعد الثورة عن الحكم وقاد الوطن بمعية من ثرنا عليهم إلى الهاوية، هيكل الجيش المساند للثورة حتى بات عظاماً لا تملك قوة ولا سلاح، ولا تقوى على مجابهة قوة، استقوى بكل قوة تكره الوطن، ليضرب بها قبائل وأحزاب وعسكر ساندوا الثورة .

باعنا "هادي" حين استحلى طعم السلطة، وتحالف مع أعداء الوطن ليبقى رئيساً وليته أبقى الوطن بعيداً عن معركته تلك، لكنه حوله إلى بُقع صراع ونقاط موت.

حلفاءه الجدد حققوا له هدفه بإقصاء قوى الثورة عن المشهد ،وحقق لهم هدفهم في اسقاط الوطن ،فسقط والوطن وأصبح سكرتيراً لدى صبية الكهف يُملون عليه كل رغبة أو قرار.

يتعامل معنا "هادي" بعقلية مناطقية مقيته، فباع الشمال لمسيرة الموت، وأبقى الجنوب له ملاذاً يأوي إليه ساعة فرار.

صحيح تلك المقولة التي تقول "الثورة يصنعها الأبطال، ويسرقها الانتهازيون"

سلمناه ثورتنا فأسلمنا لأعدائها يفتكون بنا ويقتلون أحلامنا وآمالنا، هو كارثة لن تتكرر حلّت بنا وبالوطن وكأنها ستطول، هو بائع يشتري الوهم، ويبيع كل قيمة ثمينة، ويكسب كل خزي وعار، هو لعنة تاريخ ستلاحق اليمنيين حتى يستعيدوا الوطن منه ومن حلفائه البرابرة.

باعنا هادي، ولم يقبض الثمن بعد!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد