اختارت مجلة " الإيكونومست " البريطانية تونس كبلد للعام الحالي 2014م وهنأت المجلة, قائلة " مبروك تونس ". بالطبع اختيار تونس لهذا اللقب لم يأتِ مصادفة وإنما لقدرة هذا البلد الصغير الفقير على تخطي سيناريوهات العنف والدم والفوضى وجميعها للأسف مصاحبة لثورات شباب الربيع العربي.
نعم انتخابات الرئاسة كانت مخيبة لآمال الكثير من التونسيين الثائرين على النظام البوليسي الاستبدادي وخاصة الجنوبيين الذين عانوا كثيرا في حقبة بن علي ورأوا في فوز الباجي قائد السبسي 88سنة انتصارا للقوى القديمة التي يمثلها هنا الرئيس المنتخب ديمقراطيا .
فالرئيس الفائز بمنصب الرئاسة كان وزيراً للداخلية في زمن الرئيس الراحل بورقيبه كما وشغل منصب رئيس البرلمان في عهد الديكتاتور زين العابدين بن علي .
ومع كل ما يقال عن الرجل العجوز وعن تحالفاته وحلفائه الذين هم في الأغلب من أساطين وبيوتات تجارية واستثمارية وسياسية وعسكرية ومهنية معروفة بولائها وعلاقاتها الموالية لنظام بن علي ؛ إلَّا أن ذلك لا يعني إغفال حقيقة النجاح المحرز في بلاد الزيتون ومهد الربيع العربي .
فيكفي الإشارة هنا إلى الانتقال السياسي السلس الذي كان من اهم إنجازاته دستوراً جديداً صائناً للتعددية السياسية ومجسداً لحرية الضمير والمعتقد ، كما وموزعاً لسلطات الدولة ومن دون احتكار أو غلبة لأي سلطة وصلاحية على سواها من السلطات .
الثلاثاء القابل مقرر به تسلم رئاسة تونس بين السلف الرئيس الحالي محمد منصف المرزوقي والخلف الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي. ربما تساءل البعض قائلاً: أين هو التغيير في تجربة تونس؟ وماذا ينتظر من شخص هرم شارف عمره التسعين سنة؟.
أيا يكن الأمر محبطاً ومستفزاً لأولئك الثائرين الساخطين على نتيجة الانتخابات، فالمهم بالنسبة لواحد مثلي هو أن تونس تعدّت عتبات الخطر الذي وقعت فيه بلدان ما سمي بالربيع العربي.
ادرك أن حُلم الشباب العربي عامة أكبر واعظم من أن يفهمه ويستوعبه السبسي أو السيسي أو غيرهما من حُكَّام الزمن الحاضر، وعندما نقول بان تونس تجاوزت الخطر فذاك أن عملية التغيير دارت عجلتها وحتماً لن يوقفها واقف، ومن عاش مننا سيرى كيف أن الحلم بات حقيقة وأن تونس بعد الآن ستكون عصية على الديكتاتورية والاستبداد والإرهاب والتوريث والفساد.
فهنيئاً لتونس وشعبها هذه المكانة وهذا النجاح وهذه الريادة، ثورة وديمقراطية ودستوراً وانتخاباً وحلماً.
محمد علي محسن
هنيئاً لتونس..!! 1453