بالإسناد إلى فكرة محمدية راقية وتحمل الكثير من معاني الإنسانية والفطرة المطلقة في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بالإسناد إلى هذه الفكرة التربوية والقاعدة العقائدية في إصلاح الوضع الحالي للوطن على مستوى الأحزاب الخطاءة والتي تحاول أن تتوب من ذنب الخيانة وتنوي ترجيح كفة المصلحة الوطنية العُليا على مصالح شخصية ضيقة وساقطة في الوحل, فإن توبتها مقبولة حتماً وينبغي عليها فقط أن تخلص النية في تصحيح أخطاء الماضي وتحديد النهج المنطقي والوطني الذي ستسير عليه بمعية شعبية واسعة بلا شك، ففي نهاية المطاف يقف الشعب على قدمٍ وساق حين يجد من بين الساسة من يسعى لتحقيق أساب الأمن والعدل والرفاهية له وللنشء الذي يكاد يفقد الثقة حتى في هويته الوطنية..
لكن قبل كل شيء ينبغي أن تستبرئ الأحزاب التائبة من ماضٍ مشوب بعلاقات سياسية شائكة قد تعوق تقدمها أو رغبتها غي التقدم نحو الخطوة الأكثر جراءة في تاريخها الحزبي. تلك الخطوة التي لا تراها أحزاب أخرى سوى إخفاقات جديدة تُعلق على اللوحة السوداء للأحزاب الـ(مهمشة)، بينما تراها الشعوب ولادات ناجحة لمواقف تاريخية لا يسهل تفريغ محتواها السياسي على طريقة الـ(خطة البديلة) كما يحدث في بعض المواقف الحزبية اليوم..
وأما هذه التحولات اللا منطقية في مواقف القادة سيتضح بجلاء ذلك الدور الجديد الذي ستلعبه الأحزاب التائبة مع الاعتراف بحقها في نشر أو إخفاء سياساتها الخاصة سواءً اليوم أو بعد أن يتم إطلاق عنان الانتخابات التشريعية القادمة التي لن تخلو من ممثلين أو ناطقين باسم أحزاب الوطن الأقوى حضوراً أو الأضعف تعبيراً عن نفسها..
وحتى يحدث ذلك لابد من الاستجابة لنداء العقل والحكمة الذي تنتهجهُ بعض أحزاب الوطن بعد إدراكها أن الساحة خالية تماماً من أصحاب التضحيات العملاقة التي لم تعتد رثاء الوطن والوقوف على أطلال أحداثه مكتوفة اليدين ولا شك أن مواقف الأحزاب هذه تمهد لحدوث تحولات سياسية عميقة تتوازي مع عمق القناعات الشعبية ومستوى الرأي العام حول قضايا وطنية لا تحتمل التهاون أو التأجيل..
نتمنى أن تكون الأحزاب التائبة صادقة في توبتها حتى لا تتكرر أسطورة الندية السياسية التي شهدها الوطن حين سقط دلو الأحزاب في بئر المبادرة أيام الأزمة الخالية.
ألطاف الأهدل
توبة حزبية 1337