;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

الإدارة بالحب !! 1118

2015-01-02 16:11:49


ربما أنت شخص مبدع ولديك مهارات متطورة وغير عادية ؛ ومع ذلك أنت لم تحصل على فرصة عمل ترضيك حتى هذه اللحظة !

أوربما حصلتَ على العديد من الفُرَص لكنك قلَّما ثبَتَّ في إحداها !

هل تعرضت للفصل من العمل لعدة مرات ؟!

ما زلت ترى نفسك متميزاً لكنك غير موفق في العمل ؟

أنت في حيرة من أمرك , وتتساءل طويلا : ماهو الخطأ , لماذا يحدث هذا معي ؟!

كل واحد منَّا الأن وهو يقرأ هذه المقالة سيمر في ذهنه أشخاصٌ مبدعون كُثر , موهوبون , متميزون , لكنهم غير موفقين في الوظائف التي شغلوها !

الناس العاديون سلوكهم يبدو رصينا وروتينيا , وهم من يستمرون في وظائفهم لفترات طويلة دون التعرض لأي صدام مع رؤسائهم أو يعانون من نفور شديد تجاه بيئة عملهم !

أما الموهوبون فهم مختلفون , يبدون في معظم الأحوال غير عاديين , ويصدر منهم سلوكاً غير عاديا ؛ بل قد يأتون بالبدع الغريبة , علاوة على حساسيتهم الشديدة من القيود البيئية !

هل شاهدت فيلما عن امبراطورية " سامسونج " أو عن شركة " جوجل " وكذلك شركة " فيسبوك " وأمثالهن ؟!

هناك سترى جيوشاً من الموهوبين والمبدعين يعملون في بيئة عمل تهيء عقولهم ونفسياتهم للمجيء بالمعجز من الابتكارات , وتفجر طاقاتهم لمزيد من الإبداع !

فطن المهتمون بمهارات القيادة والإدارة الفعالة في الدول المتقدمة لمشكلة المبدعين والموهوبين ؛ فوضعوا لها حلولاً ناجعة , وجاءوا بأحدث نظريات الإدارة والقيادة ؛ نظرية " الإدارة بالحب " !

النظرية تركز على فئة الموهوبين والمبدعين وتخلق لهم بيئة عمل ملائمة لنفسياتهم , تراعى حساسيتهم المرهفة تجاه أسلوب التعامل من رؤسائهم وبيئة العمل !

 من خلال عملي في مجال التنمية البشرية واحتكاكي بجمهور المتدربين وجدت الكثيرين من هؤلاء المبدعين الذين يعملون في الأماكن الخطأ ويشعر الواحد منهم بأنه حوت كبير محشور في بركة صغيرة !

المؤسف أن الكثيرين لا يعلمون بأن الإنسان اليمني مبدع بالسليقة, وأنا أكاد أقول بأنه مخلوق من طينة الإبداع !.

يوجد في المجتمع اليمني الكثير من التلوُّن والبساطة وانطلاق السجية , وكلها عوامل تصنع الإنسان المبدع , والغالب على الكثيرين ممَّن رأيته معطلاً عن العطاء , تائها على هامش الحياة تفعيله للدماغ الأيمن ؛ وهو مكمن الإبداع في العقل البشري !

 نحن اليمانيين لا نعرِّف الكثير عن أنفسنا , ونوحي ببساطتنا وتواضعنا للأخرين بأنا لسنا مبدعين , حتى أنه عندما جاء أحد المدربين الدوليين وقدم للجمهور في مدينة " تعز" دورة عن أنماط الناس وفق النظرية الهندسية , ألغى من المادة التي قدمها للجمهور نموذجين يمثلان الشخصيات المبدعة , ضحكت في سري وأنا أرى أغلب الجمهور المتميز الذي حضر الدورة تائها في النماذج المعروضة ولم يجد أكثرهم نفسه , ذلك ببساطة لأن غالبيتهم كانوا من المبدعين !

في الوطن العربي وفي اليمن بالذات قلما يهتم أصحاب المؤسسات والمصانع بفئة المبدعين والموهوبين , وقلما يديرون مؤسساتهم

 بالنظريات الحديثة في الإدارة , وتراهم يعتمدون في اختيارهم لموظفيهم وطرق إدارتهم على الأساليب القديمة ؛ بل ويفضلون العمل مع مرؤسين عاديين , المهم أن يكونوا مطواعين وقليلي التذمر , وراضين بما يقدمه لهم رؤسائهم ولو كان الحيف بعينه !

لأجل ذلك لا يوجد في الوطن العربي من أقصاه لأقصاه شركة واحدة تماثل سامسونج أو جوجل ومثيلاتها ممن تحصد أرباحا خيالية , وتقفز القفزات العلمية المذهلة في أوقات قياسية !

إنها الإدارة بالحب , وحدها من يمكنه احتضان الموظف المبدع الموهوب الذي يخلق الفرص الغير عادية للنهوض بمؤسسته وبوطنه !

النظرية ليست مستحيلة أو صعبة التطبيق , تقول " كاثلين سانفورد " صاحبة كتاب الإدارة بالحب :"إن فشل النظريات الإدارية وتطبيقاتها لا يعود أساساً إلى فشل منهاجها وعدم مصداقيتها , أو أخطاء جوهرية كامنة فيها ؛ بل يعود إلى افتقاد الإدارة للحب وافتقار القيادة للفطرة والحنان!".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد