ما أكثر الملوحون بأعلام الخراب في هذا الوطن, وكأنهم يسعون للحرب بالقوة, بل وكأنهم يملكون حق البيع أو التفريط في ما لم تملكه أيديهم من قبل أن تدق طبول الفتنة أمام أبوابهم. ليس في اليمن كلها من ينتمي لأي طائفة ضالة سواء كانت القاعدة أو داعش أو غيرها من الفئات التي تتحرك لها قرون الاستشعار الأمريكية. إننا فقط أمام صفقات رخيصة يحاول أصحابها الحصول على الـ "مقسوم" من ثروات الوطن في الداخل أو ما تضخه الدول المعادية للوطن في جيوبهم من الخارج. نحن أمام طابور من المتقاعدين والمتقاعسين عن الوفاء بحق الوطن يسلكون أقصر الطرق لرفع أرصدتهم من الولاء والطاعة لأعداء الدين والإنسانية. يحاول هؤلاء أن يلطخوا وجه الوطن بقذارة التآمر التي تتحسس لها أنوف السياسة الأجنبية وكأنها كلاب بوليسية خارقة.
وبكل أسف فإن الثمن الذي يقبضه هؤلاء تعدله على كفّة الحق أرواح أبرياء كثيرين حاولوا أن يكونوا درعاً حصيناً للوطن لكن إرادة السماء لم تشأ أن يكونوا كذلك.
تحاول سياسية التحليق عن بُعد كشف مقياس الرأي العام الموّحد حيال تنظيم داعش وما يكتنف هذه المسألة من انقسام في صفوف السياسيين وأذيال الهزائم النكراء ممن يسعون لاقتناص فرص الخلاف بين الفرقاء في الداخل والخارج لكن لا يمكن قياس التوقعات تلك إلا في حال وجود نقائض واضحة وهذا ما يحاول الشعب إثباته.
فالشعب اليمني من الشعوب المسالمة والواعية للدخلاء, وهو من الشعوب التي يمكن قياس الرأي العام فيها من خلال آلية التجاوب مع هذه القضية أو تلك, لهذا فالشعب اليمني من الشعوب التي لا يمكن الاختباء في صفوفها, إنه شعب سياسي من الدرجة الأولى ويمكنه الدفاع عن وطنه ولو بالحجارة. لذا فلا حاجة لإطلاق سموم التدعوش هنا وهناك فهذه الصفة لصيقة بجماعات مارست الدموية بكل أشكالها بينما يبتعد الشعب اليمني عن الدموية بكل ما أوتي من قوة.
كيف لا ولا زالت تتحقق فيه كلمة الحق المحمدية: "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية" صدق رسول الله.
ألطاف الأهدل
المتدعوشون ومبدأ الحرب بالقوّة 1149