يتقافزون من الطائرة العسكرية مثل أسرَى،.. لكنهم وكالعادة، يعانقون مستقبليهم بحميميّةِ صديقٍ قديم!
المستشارون الفاشلون الزائفون في صعدة للمرّة الألف!.. يا ترى، كم مدينةٍ في طريقها للسقوط بعد عودتكم يا سقطَ المتاع!.. كم مختَطَفٍ.. كم قتيل؟!
لو أنكم أخلصتم النصحَ لهادي ولوطنكم قبل ذلك وصارحتموه مِن أوَّل يوم أيها المستشارون الخائبون وأعلنتم موقفاً لما كُنا وصلنا إلى جحيم ما نعيشه اليوم..
لقد شاركتم هادي خطوةً بخطوة كلّ أخطائه وخطاياه, منذ ثلاث سنوات لم تنبِس خلالها شفاهكم بكلمة أو حتى تهمس بنصف موقف!.. وكُنَّا نرى الهاوية تقترب وأنتم تحتفلون وتتقاسمون ..كنا نصرخ محذّرين بلا جدوى! بُحَّت أصواتنا دون أن يسمع أحد! حتى جاءت الصرخةُ العاصفة فصعقت الجميع!
تحجُّون الآن إلى صعدة بين فينةٍ وأخرى وكأنَّ الحلَّ هناك.. تدَّعونَ السياسة والدهاء.. تنسون أنّ ثمّة فارقاً كبيراً بين الدهاء والرجاء.. بين الذكاء والغباء! تنسون أنَّ الكارثة ليست في صعدة بل في صنعاء ..في شارع الستين!.. وأنّ ألِف باء السياسة ليست على طاولة المفاوضات.. فالطّاولة في النهاية نتيجة ومحصّلة لما هو خارجها!
وبعد كلّ ما حدث ويحدث.. هل مازلتم مستعدّين لدرسٍ جديد..عواجيزنا غير الرائعين!.
د. خالد الرويشان
الحجّ إلى صعدة! 1421