فاجعة، مجزرة، جريمة، إرهاب، قتل، اقتحام، انتهاك.. كل هذا الجُرم بات عنوانا يومياً للأخبار القادمة من أفقر بلد في منطقة الجزيرة العربية، والرئيس هادي مشغول جداً بالتمديد. لا أدري تمديد لماذا؟ تمديد للقتل والاقتحامات والإرهاب وسقوط أفراد الجيش والأمن والمعسكرات بيد جماعات الأنصار، وسلاح الدولة.
هذا الوجع اليومي أصبح عنواناً لنا في القنوات كل يوم، والأحزاب منشغلة بالتفاوض مع عبدالملك الحوثي على تقطيع أوصال اليمن في حين يُصر الأخير على إعادة السكين إليه كي يقطع الوطن بيده المباركة، كتلك الأشلاء التي تتساقط يومياً..
كل هذا الألم يدفعني إلى التساؤل، هل حان الوقت لأن نقول لهادي والحوثي لا للتمديد ولا لتواجد المليشيا بديلاً عن مؤسسات الدولة، ولا للتجنيد الطائفي و المناطقي ولا لسياسة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح والتهرب من الاستحقاقات الديمقراطية، والاعتراف بانتهاء المرحلة الانتقالية وضرورة خروج هادي من السلطة وتشكيل مجلس وطني أو حتى عسكري لإدارة البلد لحين إجراء الانتخابات؟
هل حان الوقت لنعترف جميعاً بأن الثورة الشبابية كانت خطأً استراتيجيا رغم أهدافها النبيلة التي خرج من أجلها الجوعى والفقراء والبُسطاء؟
هل حان الوقت لنقول للأحزاب والرئيس والمليشيا كفى عبثا بأمننا؟ هل حان الوقت لأن يعترف الجميع بأنه منذ الثورة الشبابية وسقوط السلطة وصنعاء بيد مليشيا الحوثي بأننا لم ننعم بأمان وزادت أوجاعنا وحالات القتل فينا؟ ليس لأن نظام صالح كان المدينة الفاضلة, ولكن لأن الوضع كان أكثر استقراراً باعتراف الجميع.
ما جدوى الحديث عن حرية "الملاعنة في الصحف والمواقع والحديث عن الفساد بأنه زاد أو قَلَّ" ونحن نعيش في ديمقراطية التمديد؟ ما الجدوى من سماع خُطَب عبدالملك الحوثي والترويج لها في الإعلام الرسمي ونشر التهاني له كمرشد أعلى لهادي وجلال وبن مبارك وبحاح وكل الوزراء؟ من أجل أن يقول مسلحو الجماعة إنهم أصبحوا شركاء في كل شيء حتى القتل؟ وفق مفهوم "قُدِّس سره" للسلم والشراكة.
ما جدوى هذا ونحن لم نعد نشعر بشيء اسمه الأمان؟ ما جدوى ذهاب صالح هو وكل أفراد عائلته وكل معاونيه من السلطة وقد استبدلناهم بِثُلَّة من الفاسدين المتنوعين وزدنا عليهم ثُلة من القتَلَة والخونة باسم الله وتفكيك الجيش ومنظري التجزيء والتقطيع؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله..
كل الحزن والتعازي الصادقة لذوي ضحايا تفجير كلية الشرطة الإرهابي وكل الأعمال الإرهابية والقتل في إب والبيضاء وعمران وووو إلخ. ودعاؤنا بالشفاء للجرحى.
والرحيل والخزي لهادي وزمرته وشركائه من الأحزاب والمليشيا ومن استقدمهم من المبندقين في الآونة الأخيرة ونشرَهم في صنعاء لشيء يعلمه الله.
الزوال والموت لكل جماعات أنصار الموت والقتل والتفخيخ والتفجير والاقتحام، باسم الله. "والله غالب على أمره".
إبراهيم مجاهد
كل يوم تمديد..فاجعة 1774