تعز معشوقتي ومعشوقة كل من يسكن فيها من أي مكان كان ، لأنها تسحر القلوب بجوها الصافي ونقاء سريرتها وحبها لساكنيها دون تمييز بينهم ، فأهلها ميزتهم الرئيسية البساطة وعشق العلم العمل والمواطنة المتساوية ، يحبون من سكن معهم ويؤثرونهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ، مشاريعهم وطنية خالية من القروية والقبلية والسلالية والمناطقية ، الوطن يسكن في قلوبهم ، وعبر التاريخ هم مشعلو ثورات التحرر ويقدمون أغلى رجالهم وقودا لها، يغشون الوغى ويعفون عند المغنم.
في وقت الرخاء يزايد عليهم المزايدون ويتطاول عليهم الأقزام المتطاولون وهم صابرين مصابرون ، أما وقت الشدة فيتوارى كل المزايدين ويختفي الأقزام المتطاولون ، وتجد تعز وابنائها ان قدرهم يوجب عليهم عدم الاختفاء أو دس الانوف في الرمال، فينبرون للمواقف المشرفة يحملون لواءها غير هيابين للأخطار ولا متوارين عن الأنظار، مؤمنين ان للوطنية ضريبة لا بد من دفعها من دمائهم وآمنهم وأرواحهم دون حيلة او احتيال، يحملون الحب لكل أبناء الوطن من المهرة إلى صعدة ، ومن يصل اليهم من أقصى الشمال أو من أقصى الجنوب يصبح واحداً منهم له مالهم وعليه ما عليهم ، فسكن تعز رجال من حاشد وبكيل ورجال من حضرموت وشبوة ويافع ، ومن مختلف مناطق اليمن ولم يشعر احد منهم انه غريب بل الكل عائشون بود وبنسيج اجتماعي متماسك قلما تجد له مثيل ، ولم يسمع احد من هؤلاء الأحباب أي كلمة مناطقية أو طائفية تجرح مشاعرهم او تؤذيهم ، بل ان هناك أسراً غير عربية عاشت في تعز وأصبحت جزءاً من نسيجه الاجتماعي كالأسر ذات الأصول التركية.
ان مشروع أبناء تعز مشروعاً وطنيا يحمل الحب والخير لكل أبناء الوطن ، فالحراكي أو الحوثي عندما يكونوا في تعز لا يشعرون بالغربة أو الاغتراب أو العزلة ، مثلهم مثل أبناء تعز والقانون هو الحكم بين الجميع لا سواه دون تعصب لأي اعتبارات خارجة عن القانون، فتعز السلم والسلام ترحب بكل أبناء الوطن اخوة كرام نتقاسم معهم كسرة الخبز، على أن لا يتعالى أي طرف على آخر ، ولا يستقوي احد على أحد، فطبيعة تعز وأبنائها طبيعة مدنية تكره المظاهر المسلحة بكل أشكالها وأنواعها ولا تحب رؤية المسلحين أفرادا او جماعات أو مليشيات سواء كانوا من داخل تعز أو قادمين من خارجها..
تعز تعشق القانون وتطبيقه على الجميع، إخواننا من أبناء الوطن الذين نختلف معهم بوجهات النظر والتوجهات نتخاطب معهم بأرقى الأساليب وننتقي الجمل والعبارات كما ينتقى اطايب التمر، هدفنا الوصول معهم الى كلمة سواء تخدم الوطن وتوحد الكلمة وترسي دعائم المواطنة المتساوية وفقا لمخرجات الحوار وإرساء الدولة الاتحادية ذات الأقاليم لنكون جميعا شركاء في السلطة والثروة ، لا يستفزنا المسيؤون في الخطاب ولا نفرط بحقوقنا، وهناك طابور خامس أو طوابير تحاول إشعال الفتنة والإساءة للآخرين باسم شخصيات من تعز دون علم هذه الشخصيات بما يتقول باسمهم يسيئون بمثل هذه النشرات أو ما ينشر بالفيس بوك والصحافة للآخرين ، خاصة مع تـيـسُرْ انشاء المواقع الالكترونية دون حسيب أو رقيب ، كما حصل معي بانتحال اسمي بالفيس بوك زوراً فقام المزور بنشر مناشير باسمي ، وعطل حسابي الحقيقي بالفيس بوك على اعتبار أني أنا المزور وهو أنا ، وكل من يعرف أخلاقنا وقيمنا يدرك اننا أسمى وأرفع من هذه البذاءات مها بلغت درجات الخلاف، مستلهمين سلوكياتنا في الخطاب من قول الحق سبحانك "وجادلهم بالتي هي أحسن".
أبناء تعز يدينون العنف والقتل بكل صوره وأنواعه، ويؤمنون ان النفس البشرية معصومة بعصمة الله لا يجوز الاعتداء عليها حتى ولو كانت كافرة ، فما بالك بالاعتداء على النفس المسلمة، أعمال القتل للأبرياء في إب وذمار وحضرموت وأرحب وصنعاء ومأرب ، وفي كل منطقة من مناطق اليمن تسقط فيها قطرة دم مدانة نبرأ الى الله منها ، ونعتبرها جرائم كبرى لا يجوز ارتكابها بأي حال من الأحوال .
هذه هي تعز وهؤلاء أبناؤها الذين هم جزء من النسيج الاجتماعي اليمني الذي يؤمنون به ولن يفرطوا أبداً بوطنهم ولن يكونوا إلا يمنيين يحملون هم الوطن وفي المقدمة الحفاظ على أمن واستقرار تعز بسلوك راقٍ, متعاونين مع الأجهزة الامنية والسلطة المحلية ، لان أمن تعز أمن للوطن كله.
حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه وعاشت تعز رافعة راية الحب والإخاء لكل أبناء الوطن..
وداعاً ايها المناضل الجسور:
فقد مجلس النواب احد أعضائه العمالقة، الذي كانت له صولات وجولات ومواقف شجاعة لا يتبناها إلا رجال من أمثاله، بل إن الوطن فقد هامة وطنية كبيرة، عرفته خلال زمالتي له بالمجلس لا يقف إلا الموقف الصحيح مهما كان صعباً، لا تهمه الأسماء والجهات، يناطح الكبار وأصحاب النفوذ غير هياب ولا متردد.. إنه البرلماني الكبير الاستاذ/ محمد عبداللاه القاضي رحمة الله عليه، الذي ودعنا يومنا هذا الجمعة دون سابق إنذار ونحن في أمس الحاجة لمواقف الرجال الرجال، فقد كانت مواقفه مشرفة في كل القضايا الوطنية، التي كانت تعرض على المجلس وكان بحق قائداً فعالاً لهذه المواقف يشار إليه بالبنان.
رحمة الله عليك تغشاك أيها المناضل الجسور محمد عبداللاه القاضي، وعزاؤنا للوالد عبداللاه القاضي وللأولاد والإخوان وكافة الأهل والمحبين، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون..
محمد مقبل الحميري
تعز صوت العقل 1363