تولى هادي السلطة بعد الأحداث التي حدثت باليمن جعلته يتوهم أن السلطة ستدوم مما جعله يتخلى عن كوادر وطنية، منها من ينتمي لحزبه حزب المؤتمر، ومنها من خارج الحزب.. الرجل أصابه غروره مما جعله يتغاضى عن الإقصاء، الذي مارسته الأطراف الحاكمة والتي منها حزب الإصلاح بحق بعض كوادر المؤتمر والمستقلين من أعمالهم وإبعادهم من مناصبهم حتى أن إحدى القنوات العالمية وصفت هادي وكل الرؤساء الذين تولوا السلطات بعد الأحداث التي حدثت ببعض دول الشرق الأوسط أو ما يسمى بدول الربيع العربي برؤساء الصدفة، ولم يستوعب هادي تماماً هذا الوصف أن توليه هو مجرد صدفة، بمعنى آخر مجرد أداة تستخدمه بعض القوى الخارجية لتنفيذ مخططاتها.. تحالف هادي مع حزب الإصلاح والمشترك بعد الأحداث عقب الفوضى داخل اليمن.
اليوم يتكرر المشهد وقد خسر هادي أطرافاً وأحزاباً كثيرة وخلق لنفسه خصومه مع جميع الأطراف باستثناء الطرف الجديد على الأقل في المرحلة الحالية.. قريباً سيقود ناشطون حملة تطالب برحيل هادي، لن يعترض أحد على هذه الحملة؛ والسبب أن هادي فشل في تحالفه وفي حكمه، فحزب المؤتمر لن يقف معه، وكذلك حزب الإصلاح لن يقف معه، الحوثيون حليف اليوم أيضاً لن يقف معه فأجنداتهم فوق التنازلات التي قدمها لهم.. هادي اليوم خسر كل الشرفاء وكل القوى الوطنية، لأن حكمه كان لمصلحة أشخاص ومشاريع صغيرة، وليس للوطن الذي خسر بحكم هادي الكثير والكثير.. خسر الوطن دماءً زكية سقطت وتسقط كل يوم.. خسر قيادات عسكرية وأمنية.. خسر الوطن دولة.. مؤسسات عسكرية وأسلحة وذخيرة.. خسر بنية مهمة وأساس مهم في الاستقرار ألا وهو التعايش والتسامح مع الآخر، فأصبح طرف لا يؤمن بحق الآخر يقتل ويستبيح كل من لا يوافقه حتى الرأي... الوطن اليوم وغداً بسبب سياسة هادي في مهب الريح..
عبدالكريم صلاح
اليمن في حكم هادي ماذا ربح وماذا خسر! 1006