في سياق العمل السياسي يكتفي الحوثيون بتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات مع خصومهم دون العمل بها في الوقت الذي يجد فيه الحوثيون متنفساً عبر أذرع النظام السابق في كل تحركاتهم ومعاركهم التي خاضوها عقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني
استطاع الحوثيون بإسناد مباشر من الرئيس هادي ومقربين من الرئيس السابق أن يتقدموا في محافظة عمران وكسر اللواء القشيبي بعصا اللجنة الرئاسية التي عادت إلى صنعاء بعد أن جعلته أثراً بعد عين ثم بعدها تحرك الحوثيون نحو صنعاء وفيها سقطت جميع الأقنعة الزائفة التي كان يتغنى بها كثير من السياسيين وكذلك الأحزاب والمنظمات
على وقع الخطة المرسومة بحصار صنعاء ثم التظاهر في المطار وكذلك الزحف نحو مقر الفرقة الأولى وجامعة الإيمان انفكت عقده وفهمها اليمنيون كذلك في سقوط صنعاء وبعض المحافظات انحلت عقدة أخرى وفهمها اليمنيون أما العقدة الثالثة فيها تلك التي يفهمها فقط أحفاد ملوك سبأ في محافظة مأرب محافظة الثروات النفطية والمعدنية والغازية وكذلك أبراج وخطوط الكهرباء .
تأتي أحداث مأرب في جو ينتعش بالرومانسية السياسية بين المكونات السياسية التي تتقن فن الكيد والإجهاز على خصومها وترك عدوها الحقيقي يصول ويجول رغم ضعفه وقلة حيلته فتصنع منه عملاق بينما هو من عداد الأقزام في حقيقته لم يستطع لسنوات ان يتحرك شبراً واحد من حرف سفيان حينما كانت العلاقات الحمراء كلها حميمه بين أطرافها
ولذلك يعتقد الحوثيون بأنهم فعلاً يسيطرون بينما لا يدركون بأنهم أصبحوا يختفون من أعين خصومهم لإدراكهم بحقيقة استخدامهم طيلة الفترة السابقة فأجهزوا على الخصم الذي ينتظرهم في ليلة حمراء يتطاير منها الزمهرير ويشتد فيها السعير ويشعلها كل عبد وسيد وأمير
إن محافظة مأرب هي تلك المحافظة التي لا تعرف سوى العز وعدم التمكين للعدو مهما كانت أهدافه وغايته ومهما كثر داعموه والخونة الذين يتقربون منه فإنها مملكة سبأ فيها أحفاد الملوك وفيها أصول العرب الأصيلة وعروقهم النبيلة وتاريخهم المجيد فهي تنتمي لتربة اخرى منها وفيها سينطلق الركب لإعادة تحجيم مليشيا الغدر والقتل إلى حجمها الأصلي بعز عزيز يقول للشيء كن فيكون وما أبناء مأرب فيها سوى أدوات وعوامل للمهمة نفسها ففيها العز لليمن ولليمنيين وليس لأبناء مأرب فحسب ولقد عرفنا مأرب وجبالها أقصد أبناءها الصناديد الذين لن يسمحوا للحوثيين بالتقدم شبراً واحداً في ديارهم كما أنهم سداً منيعاً لإيران في أطماعها في ثروات اليمنيين في محافظة مأرب وسيأتي اليوم الذي نرى فيه قبائل مأرب تلاحق الحوثيين الذي اجرموا وتلطخت أيديهم بدماء اليمنيين في غرف نومهم أينما كانوا والوصول إلى معقلهم في مران بمحافظة صعده .. "ولكم في القصاص حياة" .. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
مملكة سبأ .هل تعيد تحجيم الحوثيين؟! 1344