بالأمس القريب عندما شدا الشاب الفلسطيني محمد عساف في البرنامج الشهير (عرب آيدل) الذي تبثه قناة الـ mbc حيث أطرب وأشجى كل الحضور والمتابعين وتعاطفت معه كل القلوب من المحيط الى الخليج حتى توج بلقب محبوب العرب.
واليوم عندما عزف المنتخب الفلسطيني سيمفونيته في ملاعب استراليا ألهب جماهير القارة من شرقها الى غربها، وحظي بتشجيع ومساندة كبيرة من قبل الجميع، بعد أن فرض نفسه بقوة على الساحة الكروية الآسيوية من خلال تواجده الأول والتأريخي في بطولة كأس أمم آسيا 2015 بأستراليا حيث عزف النشيد الوطني الفلسطيني والذي اسمعت كلماته كل من به صمم ورفع علم الفدائيين عالياً خفاقاً بين الأمم، تحية خاصة هذا المنتخب الذي يمثل كل العرب والذي مازال يحصد التعاطف الإنساني عند كل حدث فلسطيني سواء كان ثقافياً او سياسياً او رياضياً إيماناً بالقضية الفلسطينية.
ورغم الحضور المتواضع للكرة الفلسطينية في نهائيات آسيا إلا أنها نالت الكثير من الأعجاب والتقدير خاصة وهي المشاركة الاولى لها ، فوصولها للنهائيات وتواجدها بين كبار منتخبات القارة يعد إنجاز تأريخي يستحق التكريم والتغني به مدى الحياة كون المنتخب الفلسطيني نهض من تحت ركام الدمار وبعد ان ذاق ويلات الحروب وتعسف الاحتلال الذي لا يزال يمارس كافة أشكال العنف والاستبداد ضد الشعب الفلسطيني بما فيهم الرياضيين الذين لم يسلموا من الاعتقال والحصار وأسمائهم لم تغيب من قائمة قوافل الشهداء.
فلم يكن طريق المنتخب الفلسطيني مفروشاً بالورود كبقية المنتخبات الخليجية والعربية ولكن بروح العزيمة والإصرار وبالإرادة القوية تحقق الانجاز فقد ظفر بكأس التحدي ونال جائزة أفضل منتخب آسيوي وها هو يتبوأ مكانة لائقة على مستوى القارة حيث يحتل المركز الـ14 قارياً والـ115 عالمياً، بينما منتخبنا اليمني في المركز الـ37 قارياً والـ176 عالمياً.
بصراحة نحن نغبط الكرة الفلسطينية ونتمنى قيادات رياضية بنفس فكرها وتحدو حدوها فالمشكلة عندنا ليست في بنى تحتية ولا دوري هزيل ولا في ضنك معيشة اللاعب كما يُخيل لبعضنا وانما مشكلتنا في الفكر وفقدان الثقة.
فالمنتخب الفدائي كما يحلوا للفلسطينيين تسميته قدم درساً مجانياً في الكفاح الرياضي وبالتالي هو مثال رائع وأنموذج ناجح لكل رياضي مكافح وطموح.
محمد بلال
برافو للفدائي 2349