;
ياسمين الربيع
ياسمين الربيع

رهانُ الحزم.. 180

2024-12-25 22:01:31

قبل عقدٍ من الزمن أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية انطلاق " عاصفة الحزم" في اليمن، وكانت الغاية منها إنهاء الانقلاب الحوثي؛ الذي باغت رفقاء الثورة بطعنةٍ من الخلف، واستحوذ على السلطة بقوة السلاح، وفرض واقعا مريرا على الشعب اليمني، تلقاه الغرب البراجماتي بالمداهنة والرضا!

ولم يمر وقت طويل حتى أيقن الجميع بعجز التحالف العربي عن إنهاء التمرد الحوثي، وإعادة السلطة الشرعية إلى صنعاء بالسرعة التي يقتضيها الحزم؛ مما أجبره على التخلي عن شعار الحزم واستبداله بشعار "الأمل" مُطالبا الشعب اليمني بمزيدٍ من الصبر!

ومرت عشر سنوات عجاف؛ ذاق فيها المواطن اليمني في ظل حكم الميليشيا سوء العذاب؛ من تقتيل وإرهاب وتهجير وإخفاء قسريّ وإذلال وتعسف واستعلاء..

shape3

لقد نال شعب اليمن الكثير من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات؛ وعلى الرغم من ذلك فما يزال هذا الشعب متشبثاً بحبل الأمل الذي أرخاه له التحالف العربي بقيادة السعودية !!

وبمقابل تراخي التحالف العربي يتابع العالم تعاظم تنمر الحوثي, وبلوغ المشهد اليمني مبلغه من التعقيد؛ بعدما تجاوزت الحركة الحوثية الخطوط الحمراء؛ منتهكة معاهدات حسن الجوار؛ وجميع المعاهدات الدولية؛ حتى أنها لعبت دور القرصان , وقامت بإعاقة الملاحة الدولية!

ومع أن فعلاً واحداً من هذه الأفعال كفيل باستعداء كافة قوى العالم ضد الحوثيين ؛ لكن العجيب هو أن ردود الأفعال حيال ما يقومون به من إفساد وتخريب في المنطقة لا يُقابل من العالم بما يلزم من ردع حاسم!

حتى أن الشارع الإسرائيلي أبدى امتعاضه الشديد من التساهل مع الحوثيين!

 واليمن وطنا وشعبا هم يدفعون ثمن رعونة الحوثيين !

ولنا هنا أن تساءل: هل يخدم الوجود الحوثي في اليمن أحد اللاعبين الكبار في منطقة الشرق الأوسط؟!

هل يُعتبرون بيدقا هاما على شطرنج لعبة خفية للكبراء, لم تنته بعد؟!

ألا يُهدد بقاءهم في اليمن_ كسلطة أمر واقع _ أمن السعودية؛ لاسيما بعد القوة التي أظهروها؛ من خلال ضرباتهم الدقيقة للعمق الإسرائيلي؟!

يبدو أن السعودية أثناء انهماكها في تنفيذ رؤية عشرين ثلاثين , واحتفائها بفرصة تنظيم كأس العالم قد غفلت عن الخطر المحدق بخاصرتها الرخوة في اليمن!

وهنا يتحتم على ناصحيها قرع أجراس الخطر على مسامع الملك سلمان وولي عهده ؛ فإيران بعدما تكسرت أذرعها في بلاد الشام سوف تتمسك بأذرعها المتبقية في العراق واليمن بأيديها وأنيابها؛ ولسوف تقضم السعودية أصابع الندم إن هي بقيت تسير خلف أمريكا مغمضة العينين؛ فالكل يعلم بأن أمريكا تحب ممارسة لعبة " الملفات المفتوحة" تبقي ما تشاء منها معلقا , وتحرك ما تشاء وقتما تشاء بما يتوافق مع مصالحها؛ متجاهلة مصالح حلفائها من أصحاب الشأن!

قبل تحرك " هيئة تحرير الشام" الأخير سمعت خطاب "أردوغان" الذي قال فيه:

" إن إسرائيل لن تكتفي بلبنان ؛ بل سوف تتحرك بعده نحو سوريا ثم تركيا"

فعرفت بأنه سيفعل ما يلزم لتأمين خطوطه الأمامية؛ حماية لدولته ووطنه.

وبالفعل.. اقتنص أردوغان لحظة تاريخية لن تتكرر؛ فروسيا غارقة في مستنقع حربها مع أوكرانيا, وأمريكا تعيش في مرحلة ألا قرار , وهي المرحلة الانتقالية التي تجعلها في شغل عن السياسة الخارجية ؛ فكسب رهان الحزم وحقق نصرا تاريخيا !

فهل ستفعل السعودية الفعل ذاته , وتحرك حلفائها؛ الذين في حالة سبات في اليمن , وتقتنص اللحظة التاريخية, وتحوز رهان الحزم قبل ضياع فرصة لن تتكرر؟

 فالسعودية ليست أقل شأنا من تركيا , والملك سلمان ليس أقل حنكة من أردوغان , وإيران ليست أقل سوءا من إسرائيل !

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد