لكن من خلال التسجيل الذي بثته قناة المسيرة للمكالمة التي جرت بين الرئيس هادي ومدير مكتبه تغيَّرت قناعتي ولأني أكتب بما أعتقده وأؤمن به وهذه القناعات أحياناً تكون خاطئة كما حصل معي بهذا المنشور، فشعرت أن الأمانة أمام نفسي تقتضي أن أعتذر عن وصمه بالكذب، فمن خلال هذه المكالمة يتضح أن هادي كان صادقاً وما يقوله في العلن يقوله أيضاً في الغُرف المغلقة ، ولم يكن كذاباً كما كُنَّا نعتقد، ولكنه طلع عديم الحيلة وساذجاً سياسياً فانخدع بمجلس الأمن والدول العشر وراهن عليهم ولم يحاول المراهنة على الداخل، رغم التركة الثقيلة التي ورثها، فكان في بداية حكمه لديه مساحة يستطيع اللعب عليها لصالح الوطن ويفرض واقعاً أفضل ممَّا وصل إليه، وهذا عائد إلى ما ذكرته آنفاً إضافة إلى عدم امتلاكه آلية عمل واضحة وتناقض وعشوائية الفريق الذي عمل ويعمل معه.
التاريخ كفيل بإنصاف كل واحد وكل جماعة أو حزب، لأن الحالة التي وصلنا إليها شارك في صناعتها كل الأطراف المشتركين في العملية السياسية من السابقين واللاحقين كلٌ بطريقته ، ولكن الوطن هو الذي يدفع ثمن الأخطاء التي يرتكبها الساسة.
اللهم لطفك بنا وبوطننا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا.
محمد مقبل الحميري
هادي بين الصدق والكذب 1251