يجب أن يكون لدينا احساس بالذنب تجاه أقصانا الحبيب الذي فرطنا في نصرته وتجاهلنا قدسيته وحشدنا همم شبابنا وشباتنا إلى قبلة الإعلام الفاسد الهابط لصرف أنظارهم عنه وتوجيهها لنصرة شهواتهم وغرائزهم وهوى أنفسهم عبر برامج ومسلسلات وأفلام ليس لها أي جذور أخلاقية أو إنسانية أو حتى عربية تراثية.. إن خيبة الأمل التي تجرعها الفلسطينيون وهم يشاهدون انتهاك رموز الكيان الصهيوني لهذا العالم الإسلامي المقدس نكاد نجرعها اليوم ونحن نرى عجز أنظمتنا عن حمايتنا من أعداء وطنيتنا وعقيدتنا، وتلك الحسرة العميقة التي عاشوا تفاصيلها دهراً طويلاً وجيلاً بعد جيل نكاد وتكاد ترسم تفاصيل مضاجعنا وتشهد انحدار أدمعنا اليوم ونحن نرقب انهيار مجتمعنا بعد غفلة سياسية كبيرة لم تأبه لنمو طفيليات الإرهاب والفساد والفتنة في مجتمعنا أو ربما غضت الطرف عنها لتضرب عبرها ما هو أسوا منها أو أقل حيلة وقدرة على الدفاع عن نفسه..
لقد أهملنا قضية المسلمين الأولى فابتلانا الله بقضايا تشيب لها رؤوس الولدان قبل الأوان، فقد أصبح للفتنة في كل بقعة من بلاد المسلمين فتيل مشتعل أو يكاد أن يشتعل، ولا اعتقد أن كل هذا سيزول إلا بزوال أسبابه التي من أهمها تطبيق الرسالة المحمدية التي جاءت بالحق والعدل ونبذت التطرف والظلم وحتى تندمل جراح الأقصى لا بد من صحوة عظيمة ووثبةٍ ساحقة ضد التطرف والجهل والعنف الذي يستخدمه أصحاب السلطة كسيف مسلط على رقاب الشعوب ظلماً وعدواناً وليس سعياً لتحقيق العدالة والمساواة. ولو أننا عدلنا ما نضحت زنازين السجون بهؤلاء المجرمين الذين صنعتهم السلطة بيديها وعجزت عن ضبط ما صنعت لتكون هي من تدفع الثمن قبل الآخرين, لا بد من وقفة حق أمام ما يحدث اليوم في الوطن وفي غيره من أوطان المسلمين من فسادٍ عريض لقضية الأقصى فيه يد امتدت فرددناها خائبة..
إن المال أو المأوى الذي تقدمه دول إسلامية لأبناء فلسطين منذ نكباتهم الأولى وحتى اليوم لا يساوي شيئاً أمام موقف كان يجب أن تلعبه بجداره في الاتحاد والتصدي للعدو الأول للمسلمين، لكن ما حدث أن أنظمتنا هادنت وعملت على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني لتحفظ مصالحها الخاصة والعامة، لكنها بكل أسف لم تحفظ ماء وجهها من خزي كبير يقرأه التاريخ اليوم وكل يوم..
ألطاف الأهدل
حتى تندمل جراح الأقصى 1245