ما يواجهه اليوم وطنناً الحبيب من عدم استقرار في شتى المجالات الأمنية والاقتصادية... الخ ومن تشظ وانقسام يهدد النسيج الاجتماعي اليمني, يحتم علينا- كأبناء لهذا الوطن العريق- ألا نظل متفرجين على ما يحدث, بل ويجب علينا أن نبين الحقيقة التي يعاني منها مجتمعنا اليمني كافة وهي مشكلة قديمة قد تعالج في زمن بسيط جداً إذا ما صدُقت النوايا من قبل قادة ما يسمى الأحزاب والجماعات.
فها هو الوطن ينزف دماً ونحن لا نحرك ساكناً وكأننا لا نعيش على ترابه, فعندما تأتي قيادات أحزابنا أو جماعاتنا لتلقي محاضراتها أو تعليماتها على أعضائها في الحزب أو الجماعة وهي مشحونة بالكراهية والحقد ضد الأحزاب ما يجعل من أعضاء هذا الحزب جيش معادٍ لحزب معين أو جماعة معينة ولا يرى في نفسه ضلال وإنما هو على الحق ماذا تتخيلون أن تكون النتيجة وماذا سيحصل بين سائر المجتمع اليمني من كوارث وتناحر وصراعات مدمرة لن تجلب لنا سوى الويلات والخراب مماحكات تفسد كل شيء ومن هو المسبب لذلك هل هم قادتنا المسيسون؟ أم ماذا وهذا هو واقعنا الأليم الذي نعاني منه طوال فتراتنا السابقة وما زلنا.
لو نلاحظ عندما تكون هناك مصالحة واتفاقيات نجد أن الشعب اليمني بكل مكوناته العرقية يبارك هذه المصالحة وهذا دليل واضح على أن الشعب اليمني قد أصبح متعطشاً للتعايش والقبول بالآخر وأنه قد مل وتعب من الحروب والأزمات التي تنتجها لنا هذه الأحزاب والجماعات, لكن هذه القيادات والنخب- التي تعلق كل الآمال بعد الله عز وجل- سرعان ما تفاجئ الجميع قبل أن تجف حبر هذه الاتفاقيات بعدم جديتها في أي مصالحة وأنها عندما ترسل وفودها, أو من ينوبها للتوقيع فإن الأمر ليس سوى مناورات لكسب الوقت وإظهار حُسن النوايا بينما هي في الأساس تعمل على مواصلة عبثها في تمزيق واقع الشعب اليمني حتى وإن تغنت بالمطالبة بتنفيذ ما تم الاتفاق ستجدها تطالب بانتقائية ووفق ما تقتضيه مصالحها الخاصة وليس مصلحة الوطن وهذا ما يتم من خلال رؤساء أحزابنا وجماعتنا والمطلوب اليوم الحاجة الماسة إلى توافق حقيقي يجمع كل قادة الأحزاب والجماعات وبنوايا صادقة مخلصة للوطن وجهاً لوجه حتى يتوصلوا إلى كيفية تطبيق الاتفاقيات السابقة الكفيلة بإخراج البلاد من دوامة العنف واللا استقرار الحاصل وان يبعثوا الطمأنينة لشعبنا اليمني في جديتهم لتأسيس دولة مدنية حديثة تضمن الحقوق والواجبات لكل أبناء اليمن.
صالح عبدالله المسوري
استقرار اليمن 1142