أمْسكت قلماً وورقة بعدَ أن كدستُ أفكاري، وَنشوةٌ جارفةٌ للكِتابَة كانت هي مِنْ قد سيطرت على هذهِ الأفْكار..
تَنفْست الصَعداء, وأنا أحاول الاسترخاء كي أباشر الكتابةْ، ومَا إنْ هَممتُ بكِتابةِ أول سطر، إذا بالتيار الكهربائي يتقطع فجأة..!
قًطعت وقَطَعت معها حبل أفكاري.. قُطِعت وقَطَعت ذلك الحبل، الذي كان يصلني من عالم الواقعية بعالم خيالي، يساعدني كثيراً حين أكتب.. حينها تبددت تلك النشوة للكتابة, فتركت القلم والورقة جانباً واتكأت برأسي على الأريكةِ و أنا أشعر بالغيظ الشديد..
فوجٌ من الهتافات في رأسي, وسيلٌ عارمٌ من التساؤلات يدبُ فِي عقلي.. علامَ يتقَاتل هؤلاء؟! ولِمَ هذا الصراع الذي قَد زاد الطين بِلةً؟!
تهتُ فِي بحر من علامات الاستفهام.. فقط كنت أبحث عن جواب مقنع لسؤالي، علّني أجده في مكان مَا في ذاكرتي .. حقاً علامَ يتناهش هؤلاءِ في هذا الوطن وهذه البلاد القاحلة الشحيحة بالثروات.. وما المغري في بلد قد شاخت وبانت تجاعيدها بشكل مخيف؟!
"الكَهرباء مقطوعة, الماء أيضاً مقطوع, خطوط السير عسيرة, رواتب الموظفين حدث ولا حرج!، وحتى الدماء التي تجري في عروق المواطن شارفت على أن تجف.. لا ثروات قد تكون هي السبب المقنع وراء هذه النزاعات, و لا موارد قد تكون كفيلة بأن تكون هي الجوهرة التي يلمع بريقها في أعينهم, ولا حتى قطار يطأ هذه الأرض التي شتت أوصالها الصراعات..
"ربما لم أرتقِ بعد كي أظهر فلسفتي وأكتب عن هكذا موضوع, أو أن يصل فكري إلى هذه التعقيدات.. ولكن المضحك المبكي أنه حتى الطفل الصغير أصبح يدرك وبكل وضوح ما يقاسيه هذا الوطن..!
ولكنني أدركت في قرارة نفسي بأننا أصبحنا مطية و جسوراً لدول أخرى تتصارع من أجل مصالحها..!
هم لن تطالهم يد الضرر بشيء، ولكننا نحن من نتحمل التبعات الموجعة جراء كل ذلك، وكما يقول المثل الشعبي: "الحجر من الطريق والدم من رأس القبيلي"..
بعد كل هذه الأفكار وتلك التشويشات كم تمنيتُ لو ندرك أننا بذلك نكون حمقى وأغبياء و"مضحوك عليهم" ندفع بمصالحنا لصالح غيرنا.. ومن عمرنا عمراً لهم..!
إيمان القاضي
اعْقِلوا يّا هؤلاءِ 1544