كم نتمنى جميعاً أن تتعلم القوى السياسية القُدرة على استيعاب الحوار، وعلى وجه الخصوص "الحوثيون"، الذين أصبحوا جزءاً من المشكلة وليس الحل وهم سبب المشكلة بحد ذاتها - إذا صح التعبير..
إن اليمن يعيش وضعاً كارثياً على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية وما يزال وميض الجمر تحت الرماد يشتعل.
يقال إن العاقل من اتّعظ بغيره، والحكيم من تدبّر أمره، والجاهل من كان عدو شعبه ونفسه، فالواهِم من يظن أن الكرسي سيظل ثابتاً، ولن يتحول إلى عَربة مفخخة، فقد أصبحت كل القوى السياسية تتصارع عليه من كل الاتجاهات، من المؤكد أننا نعيش بين الرعب والخوف، وتحديداً في هذه الأيام العصيبة، التي يتصدر فيه الحوثيون المشهد السياسي بعد سيطرتهم واستحواذهم على العاصمة صنعاء في سيناريو مأساوي جداً غرقت في لججه القوى السياسية، بل اليمن كلها تكاد تموت غرقاً في أمواجه العاتية..
للأسف الشديد أن اليمن أصبحت مأوى للعابثين تتسارع فيه الأحداث بشكل خطير جداً وما تزال قوائم الانفجار تلوّح بالأفق في الوقت الذي تعاني منه الدولة من تفكيك الأمن وانهيار الجيش ومن انتشار المليشيات المسلحة في ظاهرة غير مسبوقة، فعلى كل العقلاء في ظل هذا الفراغ السياسي، وهذه الفجوة العميقة في الوطن، انقذوه بحجم الحكمة اليمانية التي أخبرنا بها رسول الله فأنتم من يُضرب بكم المثل، فإن وميض النار ما يزال تحت الرماد..
خليف بجاش الخليدي
نار تحت الرماد 1244