الانقلاب الحوثي ليس انقلاباً على الرئيس هادي لأن هادي لم يكن رئيساً وليس انقلاباً على الدولة لأنه لم تكن هناك دولة من أساسه ولا انقلاب على التسوية السياسية لأنه لم تكن هناك تسوية في الأساس, الانقلاب هو انقلاب على مخرجات الحوار الوطني الذي هو بمثابة أرضية حقيقية لبناء دولة حقيقية قائمة على الشراكة الحقيقية, علينا جميعا كشباب ثورة وأحزاب منظمات مدينة وفعاليات جماهيرية لا نتشعب وننجر وراء دعوات ومطالب فرعية علينا أن نركز جهودنا على المطالب بتنفيذ وثيقة المخرجات وسرعة الاستفتاء على الدستور حسب ما ورد في المخرجات الحوار ..

وثيقة العهد الاتفاق

ما يحدث في اليمن اليوم هو نفس السيناريو الذي حدث في 1994ميلادية.. فحرب صيف 94 التي شنها نظام صنعاء واستطاع- من خلالها- اجتياح الجنوب وفرض أمراً واقعا هناك كان الهدف الحقيقي له هو القضاء على وثيقة العهد والاتفاق التي جاءت نتاج حوار حقيقي بين القوى السياسية لكنها لم تعجب قوى النفوذ ومراكز القوى في صنعاء فما كان منهم إلا أن قاموا بالانقلاب على هذا الاتفاق و إعلان الحرب, وبعد الحرب تم التنصل من هذه الاتفاقية وتم تسميتها وثيقة الغدر والخيانة وما يحدث اليوم هو تكرار لنفس الموال إن كان بأدوات جديد ووسائل مختلفة لذلك علينا أن ننتبه إلى هذا القضية فالسلطة الانقلابية تريد أن تدخل في قضايا ومتاهات ملتوية من أجل أن تبعدنا عن الموضوع الأساسي, إن كانت في الظاهر تزعم أنها تعمل لتنفيذه, لكنها سوف تختلق الذرائع المبررات على عدم التنفيذ ومن أجل أن تحقق ما تريد.. ليكن عنوان ثورتنا القادمة التي بدأت بوأدها اليوم هي التنفيذ الفوري والفعلي لمخرجات الحوار الوطني..

ثورة 11فيراير

لقد كانت ثورة 11فيراير في 2011 ثورة عظيمة لكن لم يكن لها أهداف واضحة ومحددة فشعار إسقاط النظام كان شعاراً فضفاضا جاء كتقليد للثورة المصرية ولم يكن أحد يعرف ما هو النظام حتى نسقطه..

فكان البعض يعتقد أن هذا النظام سوف يسقط بمجرد خروج الرئيس من السلطة, لكن الأيام أثبتت أن المشكلة ليس في ذهاب الرئيس أو بقائه, لكن المشكلة تكمن بغياب الدولة, لذلك جاء الثوار على اللا دولة, فلا جيش موجود ولا قضاء موجود ولا مؤسسات تعمل, فكانت النتيجة سيطرة المليشيات المسلحة التي كانت تعيش في الكهوف على كل شيء.

إن وثيقة الحوار الوطني هي المنجز الوحيد الذي حققته ثورة 11 فبراير وإذا سقطت هذه المخرجات فهذا يعنى أن ثورة فبراير سقط وانتهت وأن دماء الشهداء ذهبت هدراً لذلك علينا اليوم الحفاظ عليها ومنع سلطة المليشيات المسلحة من الانقلاب عليها..