الأوضاع في اليمن يصدق فيها المثل القائل "عمياء تخضب مجنونة" وذلك لأنك عندما تنظر للجميع سواء الأحزاب السياسية أو الجماعات المسلحة ستلاحظ أنهم جميعا لا يملكون مشروعا واضحا لإنقاذ البلد فالحوثيون من خلال تصرفاتهم وممارساتهم الميدانية من الإعتقالات والتدمير للمساجد والمساكن وإغلاق الجامعات ودور القرآن تكاد تجزم انهم لا يمتلكون مشروعا للحكم وإنما يمارسون أعمالا انتقامية دون حساب لمردوداتها المستقبلية عليهم..
والإسلاميون ونقصد بهم الإصلاح والرشاد كانوا يملكون أعظم مشروع وهو مشروع إقامة دوله إسلاميه وتطبيق الشريعة الإسلامية ولكنهم تعرضوا لخديعة من العلمانيين فأقنعوهم أن هذا لن يرضي أمريكا وان الحل الوحيد هو أقامة دوله مدنيه ديمقراطيه وتنهج منهج الليبرالية وهي تعني العلمانية فضاع مشروعهم الكبير وقزموا انفسهم وخرجوا مع العلمانيين يهتفون بهتاف واحد..
وأما العلمانيون فقد تقزم مشروعهم وحددوه بالإنتقام من الإسلام ومن الإسلاميين الذين ركنوا إليهم وهم في حقيقة الأمر اصلا ليس لهم مشروع لأنهم عاشوا خلال فترات حكمهم عملاء للخارج وبرنامجهم هو هدم أوطانهم ومحاربة دينهم وقيمهم فهم عباره عن خدم للغرب وأما المؤتمر الشعبي العام فهو بالأصل كان مشروعه يتحدد برئيسه علي عبد الله صالح هو الذي يتحكم في برنامجه ومساره..
ومما يثبت أنها عمياء تخضب مجنونه انهم جميعا مختلفون رغم انهم جميعا يهتفون لمخرجات الحوار التي كانت عباره عن مشروع هدم لكنهم قبلوا بها نتيجة لأنهم جميعا رهنوا أنفسهم لأمريكا وإيران "وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك" والحقيقة أنه ينطبق عليهم عمياء تخضب مجنونة لأنك عندما تشاهد الأوضاع في اليمن السياسية والاقتصادية والأمنية والفوضى التشريعية والأخلاقية تجزم بكل ثقة أنهم عمياء تخضب مجنونه ومما يؤكد على هذا المثل أنهم هدموا دستورا من أفضل الدساتير وذهبوا لصناعة دستور المجانين ومما يؤكد على صدق المثل أنهم بلا استثناء مشروعهم أن ينتقموا لأنفسهم من بعضهم البعض وأن الوطنية والدولة المدنية والشراكة والمواطنة المتساوية كل هذه الشعارات تتحدد بالمحاصصة وما سيحققه كل واحد لنفسه وحزبه ولا يوجد احد منهم يعمل لإرساء مبادئ لمستقبل اليمن وإذا سجلت هنا أسفي فإنه يتحدد بضياع المشروع الإسلامي الكبير. وضياعه هو الذي أوصلنا إلى المثل القائل عمياء تخضب مجنونه هذه وجهة نظر قد يقبلها البعض ويرفضها أخرون وبالذات قواعد الأحزاب التي انتزع منها الفيوز فهم لا يرون إلا بعين قادتهم ولا يسمعون إلا بآذانهم ولا يفكرون إلا بعقول القيادات.
وهي مجرد قضيه للنقاش والله الموفق..
الشيخ /عبدالله العديني
عمياء تخضب مجنونه 1487