مكث اليمني في خيمة النسيان بعفوية مفرطة يتماشى مع لحظاته العابرة، يتحاشى ذاته وروح اليقظة خوفاً من الفقدان، يتدارك أي محاولة للاستنهاض هرباً نحو السكون وانتقاماً من الحركة التي تتنافى مع الاستقرار الإنتاجي للحياة الفاعلة.
غبار التاريخ مارس العبث بالهوية، حاصرها وأودعها سجن التيهان، ووضع في يديها كلابشة مطرزة بتشكيلات ماضوية تحاكي جزيئات الطائفة والسلالة بقداسة ملوثة أنتجت سلاحا كثيرا وبشرا يقاتلون تحت رايات اللا هوية.
كنا شعباً طيباً، لكننا لا نستطيع الرضوخ، نقاوم بيقينياتنا كل مراوغة صالح الذي أنتج كل فقاعات الشر وبؤر الصراع في جغرافيا الوطن.
ذهب صالح وبقي حقده يلاحق اليمن، أوغل في الانتقام.. استطاع أن ينتصر على سبل السلام ومقومات الحياة في هذا البلد..
11 من فبراير.. حصاد الإنسان اليمني، حضارته الجمعية، كان ملزماً للعبث أن يخرج من جسد الدولة المنهك.. لم يكن أحد يعرف مافيا صالح الاخطبوط الذي التهم كل شيء.. كان سمساراً نادرا بنى جيشاً عرمرماً وسلمه إلى عصابات وميليشا لا تؤمن سوى بالموت.!
فبراير.. نوافذ للخروج من مأزق التيه نحو الوطن ..
كنت عظيماً يا فبراير حين رأينا فيك أحلامنا..
يكفيك أن رأينا الخبث يخرج بكل صوره، يخافك!
عرف اليمنيون شر صالح والحوثي كأمراض مستعصية حين كنت أنت طبيباً يزاول مهنة الإنقاذ للوطن المسكون بوباء العظمة!
ما زلنا هنا يا فبراير.. نقاوم.. نودع الشهداء.. نعمل على معالجة الجرحى ونرفض مواصلة سجن المعتقلين.. نمارس هذه التفاصيل لكننا لن نستسلم..!
في ذكراك الرابعة ليس هناك من جديد سوى أن كل ثائر يرى نفسه وحيداً يناضل.. جسدا منهكا وروحا في ذروة العصيان على التركيع..
ذهبوا ونحن على نفس الدرب.. إياك أن تحزن فكل الأجيال فبراير..!
سليمان الحماطي
فبراير..مرة أخرى! 1080