أعتقد أن حياد الجيش والشرطة والأمن واجب الآن وهو مطلب قديم غير بريء ولا وطني لهادي ووزير دفاعه لأنه كان في وقت تنهب فيه معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة ويُسِقط فيه الحوثيون العاصمة ويغزون المحافظات ويشعلون الحروب.. إلخ.. ما هو معلوم يقيناً عند عقلاء العالم ممن تابع تلك الأحداث, فكانت دعوة الجيش للحياد خيانة ووقاحة ودفعاً للمجتمع للحروب الأهلية.. المهم وقف فعلاً الجيش على مسافة واحدة بين الدولة ومؤسساتها ومؤسساته ومعسكراته وواجباته وبين الحوثيين وكان لنا دولة ورئيس وحكومة وإعلام رسمي.. إلخ.. وأدعو الجيش أن يستمر على حياده السابق إن أراد أن يحترمه شعبه ويلقى الله خفيفة أوزاره فلا يعقل أن يحايد ومعه دولة تنتهك ويترك الحياد ويقمع شعبه وهو بلا دولة..
* لا يجوز أن يترك حياده ويعلن للحوثيين انقياده ويجعلهم يفرضون به حكمهم ويزيدهم تمكناً من إهانة سمعته وقتل مروءته ووطنيته لأنه إن رضي أن يكون أداة في يدهم لقمع شعبه فإنه يكون قد أعلن أن حياده السابق كان خيانة متعمدة ومسرحية معدة وهذا يجعله في مواجهة حقيقية مع شعبه ويجعله غبياً, يضحي بنفسه ليحمي من أهانه وقد يستعمله الآن ضد شعبه وقبل ذلك قتل آلافاً من إخوانه ولا زال مستعداً لقتله إن خالفه, فحايد وحياد إن لم تقدر أن تحمي شعبك من المكائد..
* جيشنا الطيب, تابع سوريا والعراق وانتبه أن تكون جيشاً عاقاً يقتل أهله ويعذب شعبه, فيخسر دنياه وآخرته, فكن محايدا إن عجزت أن تكون عن شعبك مدافعاً.
* جيشنا المحتار من حالته المحير لغيره, إن لم تقدر على القيام بواجبك وأداء أمانتك فالزم نصيحة رسولك- صلى الله عليه وسلم- ففيها نجاتك.. ففي الترمذي وغيره بسند صحيح ( قال عقبة بن عامر ما النجاة يا رسول الله فقال: امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) واحذر أن تكفّر عن تفريطك السابق بإجرامك اللاحق إن تحركت لضرب شعبك..
*جيشنا الطيب كان عليك مقرر, يجب أن تنجح فيه سابقا, فرسبت فلا تجتهد الآن في المحذوف وتبذل جهدك في غير المقرر, رسوبك الدائم أشرف من نجاحك في المآثم وإقامة المآتم في كل زوايا وطنك..
* جيشنا وشرطتنا وقوات أمننا, لا زال فيكم بقايا أمل بأنكم جيش كل اليمن ليحمي كل أبناء الوطن, لا زال يعقد كثيرون من أبناء شعبكم عليكم الأمن والأمان فلا تكونوا مصدر خوف لشعبكم واحترموا حسن ظن من يحترمكم وقوموا بواجبكم بحماية كل أبناء شعبكم فلا تقاتلوا شعبكم ولا تدعوا أحدا يعتدي على أحد, فالكل أهلكم وأنتم منهم وهم منكم وإلى الله الموعد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...
الشيخ / علي القاضي
جيشنا الزم بيتك وابكِ على خطيئتك 1593