الرسالة الخامسة الى الزعيم.. استمع العالم إلى جمال بنعمر وهو يقول إن اليمن تتجه نحو الانهيار.. لذلك أنا- كمواطن يمني- أناشدك بالله العظيم أن تظهر عبر وسائل الإعلام بصفتك رئيساً سابقاً لليمن وتحققت الوحدة والكثير من المنجزات في عهدك, وبصفتك كذلك رئيس حزب من أكبر الأحزاب في اليمن.. أناشدك أن تظهر وتطلب من القوى السياسية في موفنبيك وكذلك زعمائها إلى اجتماع عاجل تحت رعايتك للبحث عن طريق يجنب البلاد الانهيار التام..
سيادة الرئيس, مهما كانت حساباتك فقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, لذلك لا يجب أن تتردد أو تنتظر وأنا على ثقة أنه - وبما تمتلكه من شخصية كارزمية وخبرة طويلة في إدارة البلد- أنا على ثقة أن دعوتك سيكون لها صدى إيجابي نظراً لخطورة الوضع.. لقد جربنا الاعتماد على الخارج ثلاث سنوات فقالوا لنا في الأخير: إن بلادنا على وشك الانهيار وهاهم يغادرون ويتركونا نواجه مصيرنا, فلماذا لا نتحاور فيما بيننا؟ فمهما كان الاختلاف والتحسس فإن الجلوس مع بعضنا أفضل من الجلوس أمام جمال بنعمر- الذي بشرنا في الأخير أن اليمن ينهار.
سيادة الزعيم, لا عذر لك أمام التاريخ إن لم تفعل ذلك ولا عذر لهم أمام التاريخ إن لم يستجيبوا- كلامي هذا ليس عاطفياً ولا خيالياً ولا هو خارج المنطق, إنما هو صادر من أحد أبناء اليمن, يعرف طيبة هذا الشعب وبساطته بعيدا عن تعقيدات الدول الكبرى وأهدافها الخاصة.. ولو حصل الانهيار- لا قدر الله- فلن يكون في الوطن مستقر ولن يكون هناك مشترك ولن يكون مؤتمر وسيشعر الجميع- وأنت منهم- كم كانوا صغارا أمام التاريخ وأنا هنا أخاطب القوى السياسية بالكامل وأقول: لا تأخذكم نخوة الجاهلية وكبر الفراعنة, مدوا أياديكم إلى بعضكم بدلاً من أن تمدوها إلى أسيادكم في الخارج ولا تحسبوا ذلك ضعفاً منكم أو عيباً في حقكم لا والله, إنما هو من أجل بلادكم ومستقبل أجيالكم.
إنها صرخة نذير واستغاثة غريق وجد نفسه وقومه وسط العباب تتقاذف سفينتهم الأمواج في بحر الظلمات، فهو يصرخ في قومه صراخاً ربما انزعج له القليلون ولكنه يخاطب الكثيرين:خلصوا أنفسكم من الغرق.. أنقذوا ما تستطيعون إنقاذه حتى لا تغرق السفينة.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد..
د.كمال البعداني
بن عمر والزعيم 1751