كُل الطرق تؤدي إلى النهاية.. وكل حماقة ترتكب تنزلق بهم إلى الهاوية.. سياسة الإقْصاءِ نهجهم.. ووسيلة تكميم أفواه الحقيقة هي المبدأ الذي يتربع على عرش السلطة في أعماقهم"..
"أعوذ بالله من تخلفٍ يفرض سياسته على العقول الراقية.. ومن عقول جوفاء تكون للحضارة ندّاُ.. ومنْ جماعةٍ نسبت نفسها للثقافة غصباً..
لتعرف مدى استبداد الحاكم في وطنه, ابحث عن الصحافة في بلده! فإن هو خاف انتشار الحقيقة كمم الأفواه وكسر الأقلام ليغفل الناس عن جرمه.. وهذا الذي في بلدنا ليس بحاكم ولكنه فرَض سَيْطرته على الشّعب قبل أن يسيطر على نفسه حتى!! ومنع الثقافة من أخذ مجراها.. والصحافة من مواصلة سيرها دون وعي منه بأنّ جريمة حبس النفس عن الواقع والحقائق أكبر من جرائمه البقية.!
إنّ سياسة قمع الصحفيين هذه التي يمارسونها لا تختلف كثيراً عن ما كانت تمارسه سياسة هتلر بيد أن هؤلاء بزيّ تقليدي لا يمتون للثقافة بصلة..تذكرت قول "جُوبْلز" الذي كان وزير الدعاية النازيّ لـ"هتلر" ورفيق دربه حين قال "كُلما سمعتُ كلمة مثقف تحسست مسدسي!" وقال "أعطني" إعلاميين بلا ضمير"أعطيك شعباً بلا وعي!!"
للأسف أصبحنا شعب هتلر المستباح, ودولة فاشلة حين امسك هتلرنا زمام الأمور عندنا.. وسياسة هتلر المستبدة تمارس على مثقفي هذا الشعب..!
تخيفهم- وبشدة- كلمة "مثقف" و ترعبهم لفظة "صحفي".. فحاولوا قدر ما يستطيعون أنْ يخفوا الحقائق ويسدلوا ستار الخديعة على وجه الواقع.. فاتجهوا صوب المقرات الإعلامية ومارسوا انتهاكاتهم وحماقاتهم بحق الصحف والصحفيين.. وأُغلقت "مؤسسة الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" في صنعاء! ظانين أنهم بذلك قد انتصروا على سيف الحقيقة والمصداقية وأنهم قد أطلقوا لعنتهم السحرية عليها ففاجأتهم هي بإصرارها ومواصلة سيرها بخطى واثقة وغير مكترثة, نحو الحقيقة وإظهارها للشعب..
لِكل حدث نهاية.. ولكل تصرف غبي عاقبة.. ولكل انتهاك جزاء.. فحتى لو منعت الأخبار عن صولها إلى الشعب.. ستصل دون إخبار فالشعب قد أصبح واعياً بما يدور حوله.. وقد زاد توهج بصيرته عن ما هو الحق وما الباطل!
إيمان القاضي
أخبار اليوم وانتصارها للحرية والحقيقة!!.. 1185