البيان الصادر عن الرئيس/ عبد ربه منصور- رئيس الجمهورية اليمنية المنتخب والشرعي- من عدن الليلة "مساء أمس"، يعيد الأمور إلى نصابها والعملية السياسية إلى شرعيتها وإلى الإجماع الوطني الذي جرى الانقلاب عليه.
ولعل ما جاء في البيان, يكشف عن الصورة الحقيقية للرئيس هادي وهي صورة الرئيس الوطني الوحدوي الشجاع الذي أراد بالوفاق والحوار, بناء اليمن الجديد القائم على الشراكة الوطنية في السلطة والثروة, وجرى الغدر به من أطراف النظام القديم جميعاً مع تناقضهم ومن الحلف الجديد بين الطرف المسيطر في النظام القديم وحلفائه الانقلابيين والعصبيين.. ومع كل ما جرى له والغدر الذي تعرض له، حاول أن يتحمل ويكمل الفترة الانتقالية بوفاق وسلام وحرص تنتهي بالاستفتاء على دستور اليمن الاتحادي الجديد وفقا لمخرجات الحوار الوطني، وإجراء الانتخابات لسلطات الدولة الجديدة وفقا لذلك.
ولكن ما حدث منذ 21 سبتمبر 2014 وما حدث في 19 يناير من استكمال احتلال مؤسسات الدولة السيادية والهجوم على منزل الرئيس وإجباره واضطراره للاستقالة في هذا الوضع, حيث كان يراد منه أن يكون أداة بيد الانقلاب قبل أن يتم التخلص منه وأيضا استقالة رئيس الحكومة، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء، ثم إصدار ما سمي بالإعلان الدستوري، قد دفع البلاد إلى منعطف خطير، هدد بتمزيق اليمن وإدخاله في أتون الحرب الأهلية،
وهو ما دفع رئيس الجمهورية إلى أن يتحمل مسؤوليته الدستورية والوطنية في الحفاظ على الدولة والوطن ووحدته واستكمال العملية السياسية، وخاصة أن الانقلاب ووجه برفض يكاد أن يكون شاملا في الداخل والخارج وعلى المستوى السياسي والشعبي وفشل فشلاً ذريعاً في الحصول على أي غطاء وبقي عاريا إلا من القوة الغاشمة..
ولقد شكل هذا الرفض والتمسك بالشرعية، التي يمثل رئيس الجمهورية رمزها والملايين التي خرجت في العاصمة صنعاء ومحافظات الجمهورية الأخرى، تفويضاً جديداً للرئيس هادي الذي كان عند مستوى المسؤولية، بتمكنه من مغادرة منزله المحاصر بشجاعة وكل ما في ذلك من مغامرة، من أجل أن لا يخذل الشعب ويجنب الدولة والوطن الوقوع في مسار الفوضى والدمار الذي تسبب فيه الانقلاب.
وقد جاء بيان الرئيس هادي الليلة استجابة لمطالب الشعب وكان في مستوى تطلعاته.
من صفحته على الفيس بوك
د. عبدالملك المخلافي
بيان الرئيس والإجماع الوطني!! 1206