لا نشك مطلقاً بأن تغوّل النفوذ الإيراني في اليمن وصل ذروته عبر ذراعه الحوثيين ومن شواهد ذلك التدخل الإعداد الكامل للبيان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون من القصر الجمهوري بصنعاء وقد تأسس ذلك البيان وفق الخبرات الإيرانية التي كانت متواجدة في ذلك الإعلان ولم يقتصر الدور الإيراني على ترويض الحوثيين للقيام بالإعلان الدستوري فحسب بل تعدى ذلك لقيام الدبلوماسية الإيرانية بإخراج الحوثيين من قرارات مجلس الأمن والتي تنص على إلزام الحوثيين بالإفراج عن الرئيس هادي وكذلك عودة المسار السياسي وحدد مجلس الأمن المدة بأسبوعين وقد حدث الإفراج عن الرئيس هادي بعد يومين من قرار مجلس الأمن وتشارك في ذلك الإفراج الدبلوماسية الإيرانية حسب تأكيد أحد المقربين لجماعة الحوثيين.
بعد الإفراج عن الرئيس هادي سوف تسعى الدبلوماسية الإيرانية للإملاء على الحوثيين بتدارك الموقف لاسيما وأن شرعية الرئيس هادي تتسع داخلياً وخارجياً بل وبمنطق القوة العسكرية ما يجعل الحوثيين أمام مواجهة حقيقية مع الرئيس هادي الذي يملك الشرعية الشعبية وكذلك الأممية وسوف يستخدم الحوثيون- في مثل هذا الموقف- التراجع السياسي للمصلحة الخاصة بهم ولكن سيكون لهم نفوذ في الشراكة المستقبلية إذا اختارت القوى السياسية الحوار معهم وتناسب مع فرض الأمر الواقع والإجباري تحت سياط البندقية.
بإعلان الرئيس هادي بأن العاصمة عدن وأن العاصمة صنعاء عاصمة محتلة يكون بذلك الحوثيون أمام عزلة حقيقية في ظل التشنج الممارس من قبلهم والخطاب الطائفي الغير عقلاني في وسائل إعلامهم وعلى لسان المتحدثين عنهم وكذلك سياسييهم الذين تفيض من أفواههم الطائفية في ظل قصور معرفي بممارسات السياسة ودواعيها وكوارثها المستقبلية..
ينتهج الحوثيون الولاء المطلق في كافة القرارات للكيان الإيراني وتقديم ذلك على مصلحة الوطن العليا ودون النظر بعمق لمآلات الخطاب الطائفي المتشنج الذي يمارسه الحوثيون عبر أبواقهم وليس في ذلك أدنى مضمون لأي استحقاق شعبي أو منظور قيادي يستند للنهوض باليمن والحفاظ على تلاحمها الشعبي ومستقبل أجيالها.
لا يمكن أن تستمر حالة الاحتقان والانقسام الذي تدعمه إيران من خلال قراراتها المفروضة على الحوثيين بينما لن ترى اليمن نور الشروق دون أن يتم إجبار الحوثيين على تقديم مصلحة اليمن على مصلحة التحالف الذي تدعمه روسيا وبذلك يكون التدخل الإيراني في اليمن بمثابة التدخل المباشر في شأن اليمن الداخلي الذي تفرضه الحالة التي تعيشها المنطقة من سوريا إلى العراق مروراً بلبنان والبحرين وكذلك اليمن.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
التدخل الإيراني في قرارات الحوثيين ..!! 1333