لقد ظلت ولا زالت محافظة أبين, تعاني الكثير من الألم الحرمان الذي حل في قلوب أبناء هذه المحافظة, كلما زاد عدد الشهداء والجرحى والمفقودين بين صفوف أبناءها, أثناء دورات العنف الدموية (الحروب الأهلية), وقد أسفر ذلك عن الكثير من الأيتام والأرامل, منذ بداية ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
صحيح أن الحياة في المناطق الريفية آنذاك كانت صعبة وقاسية وعسيرة, حيث كان الفقر والجوع والمرض هي الصفات الملازمة لحياة الناس وكما أن انتشار الجهل والتخلف قد شمل الكثير من مناطق البلاد بشكل عام, إلا أن ذلك قد تغير نوعاً ما ,منذ انتصار الثورة , حيث تم الاهتمام بالتعليم والصحة وتحسين ظروف الناس المعيشية وأصبح أفضل مما كان عليه قبل الثورة.
ونتيجة لذلك ارتفع مستوى الوعي والمعرفة في جميع المجالات المختلفة فقد تأثر رجال أبين بهذا الوضع الجديد, وكان لهم إسهامات كبيرة في تفجير ثورة 14 أكتوبر و26 سبتمبر الخالدتين وهم معروفين أنهم رجالاً ذو قوة وباس شديد, واستطاعوا أن يصنعوا الحياة ويساهموا بفعالية عالية في بناء الوطن, من خلال مشاركة العديد منهم في إدارة شؤون البلاد ووصول البعض الى مراكز قيادية عليا في الدولة, حيث أصبح لهم اكبر رقم في عدد رؤساء الجمهورية في اليمن, (ثلاثة رؤوسا) إلى جانب العديد من الوزراء والسياسيين والمبدعين والمثقفين والأكاديميين والذين كان ولا زال لهم دوراً كبيراً في بناء هذا الوطن .
كما أن أبين التاريخ هي قلب الوطن النابض وسنده ومدده الدائم وقد قدمت الكثير من الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم قرباناً لهذا الوطن.
مع هذا فإن أبين لم تحصل إلا على القليل من ثمرات الثورة, ولا زالت تعاني الكثير من الآلام والبؤس واليأس نتيجة للأحداث التي مرت بها البلاد, وذلك رغم الجهود التي بُذلت من قبل قيادات المحافظة لا زالت هذا الغبن منذ 30 نوفمبر 67م, حيث تولى على رأس إدارتها سبعة عشر محافظاً, حسب التسلسل الزمني وعلى النحو الآتي :
1- جعبل محمد الشعوي 2- احمد محمد عرب 3- محمد حسين امذروي 4- محمد علي احمد 5- عبدالله محمد الجنيدي 6- محمد علي احمد (الدورة الثانية) 7- محمد علي القيرحي - 8- محمد علي باشماخ - 9- يحيى الراعي- 10-علي شيخ عمر 11-احمد علي محسن 12-حسين محمد السعدي 13-فريد احمد مجور 14-محمد صالح شملان 15-احمد بن احمد الميسري 16-صالح حسين الزوعري 17-جمال ناصر العاقل..
وقد قدم كل منهم جهداً طيباً حسب ظروف المرحلة التي كانت في زمن كل واحد منهم وللأمانة فإن الأخ المحافظ (وزير الزراعة الحالي) فريد احمد مجور كان متميزاً في إدارته وقدرته وجدارته في إدارة شؤون المحافظة, وجلب عدد من المشاريع التنموية للمحافظة , ومع هذا ظلت نسبة التنمية ضعيفة جداً والبطالة مرتفعة والفقر مدقع ونسبة دخل الفرد متدنية ومستوى التعليم والصحة منخفض والفساد منتشر.
وفي كل الحالات أملنا كبير في الله تعالى أن ينصفنا ويحقق لنا مرادنا في صناعة الحياة الخيرة والسعيدة .
وللأهمية الكبيرة نطالب من الجهات المعنية أن تقوم بدورها في رفع مستوى الأداء في العمل لخدمة أبناء المحافظة, بما يضمن تنمية المحافظة وضبط الأمن والاستقرار.
نأمل أن تبذل السلطة المحلية جهودها لإنجاز المهام المنشودة.
محمد صالح الجدي
أبين قلب الوطن 1015