يعيش الشعب اليمني خلال الفترة الأخيرة حالة ذهول وترقب, وذهول من مواقف سياسية واجتماعية كثيرة لم يعتد عليها في أحداث وطنية كثيرة من قبل وترقب لانفجار وشيك بعد حالة الغليان التي رافقت تلك المواقف السياسية والاجتماعية التي حملت في طياتها تفاصيل كثيرة تدل بقوة على مضامين قيمية عالية يتميز بها المجتمع اليمني, مجتمع الفطرة والبساطة المتناهية, فمنذ قرابة شهرين والشعب يتحرك برغبة ذاتية في أحداث السلع والتوازن وهو يفتقد فعلاً للمسير الحقيقي لكل توجهاته الإدارية والمالية والإستراتيجية.
إن الانضباط الذي يعيشه الشعب خلال الفترة الماضية لم يحدث إلا لسبب واحد وهو أن كل أبناء الشعب اليمني ليس لديهم أي نية أو توقع مسبق للانقسام أو الانفصال, بل أن التعايش في اليمن سمة عميقة لا تنفصل عن تركيب شخصية الإنسان اليمني, فهو بسيط ومضياف وقادر على تغليب صوت العقل والتفكير بواقعية حتى هو يفتقد للمؤازرة والمساندة في تحديد مواقفه من متغيرات كثيرة قد تدفعه لتحييد قناعاته جانباً.
ومع هذا فالموقف لا زال في مصلحة الإنسان اليمني صاحب المواقف الريادية في تقدير المصير, فهو من سعى للاستقلال من المحتل, وهو من عكف على الخلاص من عهد الإمامة ومخلفاتها, وهو الذي دعا إلى الوحدة ورفض الانفصال داخل جسد الأرض اليمنية الواحدة. وها هو اليوم يرفض العودة للماضي بكل رموزه الآسنة في أعماق الجهل والفقر والضلال.
ها هو اليوم يسير في خط مستقيم بعيداً عن رغبات فردية غير مسؤولة تريد به الهلاك والخروج عن مساحة السلع والتوافق السياسي والاجتماعي.. وقد يصيبنا العجب ممن يتحدثون عن التوافق والشراكة والتوحد ونبذ العنف والتطرف وكل قراراتهم وأفعالهم تشير إلى العكس من ذلك, فهل يعني هذا أن فراغاً أصاب الخطاب السياسي المضاد أم أنها سياسة استئصال للقيم والمفاهيم الاجتماعية السامية ؟!... مليون تحية حب وإخلاص وإجلال لهذا الشعب الذي يعرف تماماً ما يريد و ومليون خيبة أمل تحيط بكل سياسي مستفز يعجز عن أن يعرف ما يريد.
ألطاف الأهدل
إن دل على شيء 1263