تعزف ساعات الانتظار الرهيب دقائقها الأخيرة..
نسمع بذعر قعقعة الجند والسلاح..
الجميع يحشد جندا ويكدس أسلحة, ونعيق الخراب يشل الشعور..!
إلى أين أنتم ماضون بنا أيها القادة الفضلاء؟!
هل هي الحرب تقرع طبولها؛ مؤذنة بويلات وآلام جديدة تصبونها نيرانا على حياة هذا الشعب, وتسودون بها ما تبقى من رونق عيشه؟!
أم هي آخر رعود غيوم سوداء, تكاثرت على سماء اليمن توشك أن تمطر غيثا ينبت الزرع ويروي الضرع؟!
تقطع ثورة الربيع في بلادنا عامها الخامس بتوجس, حاملة بين ثناياها أخاديد طعنات موجعة, وخيانات مخزية, ووشم ذل وعار تلطخ به البعض حين قرر أن يصبح الجلاد الذي يسلخ أمن هذا الشعب, ويسحق أحلامه عقابا له؛ لأنه اتخذ قرار التغيير, ورغب في النهوض من ركود دام لعقود!
اليوم يختلط الحابل بالنابل في مشاهد عدة!
في زوايا معينة يتمايز الرفقاء, وتكشف الأحداث سوء دخيلة البعض, وينزع آخرون جوارب مخملية مسفرين عن مخالب ملطخة ببقع دماء الشعب البريء الذي نهشوا لحمه هنا وهناك..!
ووسط كل هذا الارتباك والتوجس من الغد المجلجل بنعيق الخراب, تولد حركات شبابية سلمية, تسعى جاهدة لإعادة توجيه رياح الربيع لمسارها الصحيح..وفي زوايا من لوحة المشهد السريالي تستجد تحالفات تبشر بشبه توحد في وجه الخطر القادم من جبال مران!
فهل لهذا الشعب المنكوب أن يستبشر بحدوث فرج من نوع ما؟!
رب ضارة نافعة, وقد قال جل وعلا " وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "!
وكما قيل: " لابد من وجود حراك متطرف لإحداث تغيير جذري "!
وهكذا نرى بأن الحراك الحوثي, دفع- بتصلب مواقفه- بقية القوى اليمنية للتكتل والتوحد في كيانات كبيرة للتصدي لطيشه وتطرفه, ونزعته الواضحة للاستبداد بالأمر والقضاء على الأخر!
يقول الباحثون في ظاهرة الحركات الجماهيرية بأن هكذا نوع من الحركات قلما تفلح في الصمود أمام زخم الشعب الرافض لتوجهها الديكتاتوري, لاسيما إن كان هذا الشعب قد تمتع بأجواء من الحرية الفردية وحرية الرأي!
لا يمكن لحركة ميليشية ديكتاتورية حكم شعب كشعب اليمن بعدما مارس لزمن تجربة الديمقراطية _ وإن كانت قاصرة _ وبعد خوضه لتجربة الثورة الشبابية في 11فبراير!
وجود حراك مناهض للحراك الحوثي أمر جيد؛ لأنه من أجل إنهاء مرحلة الإفساد للحركات المتطرفة, لابد من أحد أمرين؛ إما تحويلها لمؤسسات أو أحزاب, أو توليد حركات معتدلة بمقابلها!
ومن الأمور المبشرة في المشهد اليمني, هو تقرير المختصين في هذا الشأن, بأن الفترة التي تعقب مرحلة الحراك المتطرف بعد خفوته تكون مرحلة إبداع وترقي مذهلة؛ ذلك لأن مقدار الشحن العاطفي والانفعالي الذي يتعرض له الشعب خلال فترات التوتر, يتحول لطاقة توليدية خلاقة, وجدير بنا التخطيط لاستثمارها منذ الآن؛ ذلك لأن المرحلة الدينامكية للحركات المتطرفة ذات الهدف الواضح, يكون عمرها قصيرا دائما..!
أخيرا:
كل الخيرين من أبناء الشعب اليمني يتمنون أن يتعقل قادة الحركة الحوثية والدافعون لهم, والواقفون خلفهم, وأن يتعقل المعالجون لمشكلة ظهورهم, وتصلبهم على مواقفهم, وأن تنتهي هذه الأزمة دون إقحام اليمن في حرب لا يعلم مدى شقائها سوى الله جل وعلا..!
نبيلة الوليدي
اجعلوها نهاية سعيدة..!! 1365