بعد منشوري أمس "الحوثيون يخسرون"، والذي تعرضت فيه لذكر وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة جلال الرويشان، وانتقادي لموقفه من الانقلاب الحوثي، جاءتني رسالة على الخاص باسم الوزير، ومن صفحة باسم "جلال علي"، تحمل صورته، ولأن ما يأتي على الخاص يعد في حكم ما لا يجوز نشره إلا بإذن، فقد أرسلت له رسالة أضمن نشر رده علي على صفحتي إن أراد كحق له، ورد هو الأمر إلي، وهاأنا أنشر ما دار هنا:
تقول الرسالة المرسلة إلي:
كنت وربما لا أزال من المعجبين جداً بكتابات وأراء وأفكار الكاتب المبدع محمد جميح.. ربما لأنه يكتب بشكل جيد. وربما لأنني أحب أبناء مأرب. وأبناء مدينة حريب بالذات.. ومع إيماني المُطلق بالحرية في الرأي والفكر والموقف السياسي. وأن من حق أي أحد أن يؤيد أو يناصر أو يتعاطف مع أي مكون أو اتجاه سياسي. فإنني ومن هذا المنطلق أتعهد لله أولاً ولضميري ثانياً أن لا أقف من أي شخص موقف الحب أو الكراهية تبعاً لاتفاقي أو اختلافي معه في الرأي.. ومن حق العزيز محمد جميح أن يصنفني كيف ما يشاء. وأن يضعني أين ما يشاء من التأييد أو الرفض لهذا الطرف السياسي أو ذاك. لأن هذا رأيه ولأن هذه وجهة نظره.. وليس مهماً ما سيظنه الناس بي. ولا كيف سيقيِّمون ما أقوم به. رائدي في كل شيء هو الله ثم الوطن ولا شيء سواهما.. غير أن ما لم يكن له مبرر هو أن يدعوني بغير اسمي. وأن يدَّعي أنني أسأت إلى أسرتي التي بالتأكيد لا يعرف العزيز محمد جميح الكثير عنها..
الإساءة إلى الأسرة يا عزيزي محمد تكون عندما لا تعمل على حقن الدماء وإصلاح ذات البين. الإساءة إلى الأسرة تكون عندما ترى بلدك وهي في مهب الريح، أو قريبة من حافة الهاوية. ولا تعمل بكل ما تستطيع لمنع انهيارها.. ومع هذا سامحك الله يا أخي. فلا زال يحدوني الأمل بأن تتجاوز بلادي محنتها. وأن يكون ثمن ما بِي هو اليمن كله. اليمن بتاريخه وحصونه وقلاعه وجباله. اليمن بإنسانه الطيب الصبور القوي الجبَّار.. وسأبقى من المعجبين بكتاباتك. وستكشف لك الأيام كل شيء.
وهذا ردي على الرسالة أعلاه:
عزيزي جلال الرويشان
أولا: أشكر لك حسن تواصلك... أنا في الحقيقة اتفق معك في ضرورة أن يكون الولاء لله والوطن هما القاعدة التي على أساسها يتم الانتماء...
ثانيا: أنا قارئ جيد نسبيا لتاريخ الثورة اليمنية وأعرف بعض الأدوار التي قام بها آل الرويشان...
ثالثا: أنا عندما انتقدت جلال الرويشان، فأنا لا انتقده كشخص ولكن كمسؤول، وليس بيننا أية خلافات شخصية...
رابعا: لا أظنه يخفى عليك الحقيقة الناصعة المتمثلة في أن الحوثيين قاموا بانقلاب حقيقي على العملية السياسية برمتها...
وأي عمل يقومون به هو باطل دستوريا في نظري كونهم ليسوا سلطة منتخبة وكونهم خرجوا على ما توافق عليه اليمنيون في الحوار الوطني...
خامسا: ساءني والله أن يكون رجل بحجمك وما تمثله من إرث أسري منطويا تحت قيادة رجل لا يحمل أي مؤهل إلا القدرة على خداع الناس باسم أهل البيت...
أنت أكبر من عبدالملك فلماذا تعطيه الشرعية التي يفتقدها؟
عملك اليوم لا دخل له بواجبك الوطني في تصوري، بل الأصل أن ترك هذا العمل هو عين الواجب الوطني، وذلك بنزع الغطاء عن الانقلاب الحوثي الواضح...
سادسا: أرجو ان تراجع نفسك، خدمة الوطن لا تكون بالعمل تحت توجيهات مجموعة سلالية مذهبية وانقلابية، أنت تعرفها أكثر مني.
والله ما أكتب إلا ما أراه صوابا، وما لي من حزب يوجهني او مطمع يغريني..
لا تدع الحوثي يأكل الثوم بفمك..
أرجوك...
نسيت أن أقول إنك حال رغبت بنشر ردك على صفحتي، فإنني سأفعل وهذا حقك...
وحال رغبت أن يبقى على الخاص فعلى الرحب..
وجاء الرد باسم الوزير:
الخيارات لك يا دكتور
لك أن تنشر ردي وردك عليَّ..
وربما أرى صواباً يحتمل الخطأ.. وترى أنت خطأً يحتمل الصواب. مسافة صغيرة بين الآراء يجب أن نحافظ عليها جميعاً من أجل بلادنا..
وختمتها بالرد الآتي:
لتكن مشيئة الله...
كنت فقط أريد ألا تكون وزير داخلية عبدالملك وعصابته...
بحق الله.. وحق ثورة سبتمبر التي شارك فيها أهلك, أن تنحاز لضميرك وللبسطاء أمثالي الذين يحلمون بوطن خالٍ من المليشيات الدينية...
الأفق مسدود أمام الحوثيين...
وجودي في الخارج يجعلني أرى الأشياء بعين أخرى...
أقابل كل يوم كثيراً من الأشقاء العرب وغيرهم...
من يعرفك يتعجب من موقفك...
صدقني أن الطريق الذي تسير فيه مسدود...
وإذا ظللت متمسكاً بموقفك، فلا أحد يستطيع إجبارك على غير ذلك...
ستكون مهمتي صعبة في انتقاد مواقفك فيما بعد نظراً لجميل تواصلك، لكني على عهد مع نفسي ألا تكون صعوبة المهمة سبباً في تركها...
وكما كنت حراً في اختيار بقائك مع الحوثيين، فلي الخيار في أن انتقد ما يقوم به الحوثيون ومن يعمل معهم...
لك تحية يمنية خالصة
د.محمد جميح
مراسلات...! 1736