ما كان الوطن اليمني سيصل إلى ما وصل إليه اليوم من الأنين والآهات والمآسي والأوجاع لو أن اليمنيين كان همهم وطنهم,همهم رقيه ,تطوره, ازدهاره , نهضته, سموه إلى العلياء, وتركوا مناكفاتهم,أحقادهم,سياسياتهم, قذاراتهم, مكايداتهم, وكل ما من شأنه أن يهلك الوطن أرضا وإنسانا..
ما كنا سنغدو اليوم متناحرين, متباغضين, يشع الحقد من أحداقنا ويسكن (سويداءنا) ويعمي بصائرنا, لا يطيق بعضنا بعضا ولا يحتمل أحد منا وجود الآخر, لو أننا أدركنا أن تلك السياسات والقذرات التي يمارسها المتناحرون هي من ستوصل البلد إلى ما هو عليه اليوم من الشتات والتمزق والضياع بين أكفهم القذرة (النجسة) التي تلطخت بدماء الأبرياء..
ما كنا سنعاني نحن البسطاء ونتجرع مرارة المشاكل وتصفية الحسابات وندفع ضريبة فواتير فرقاء المشهد والكراسي والمناصب, وما كنا سنحمل قلوبنا في (أكفنا) خوفا من أن يغدو وطننا لاشيء ويصبح في خبر كان وأثرا بعد عين, وأطلالا نندبها ونبكيها ونتمنى لو تعود لماضيها وأمسها القريب..
ما كان الوطن سينزف وتراق دماؤه, وتزهق أرواح أبناؤه, وتمزق أشلاؤهم, وتناثر أوصالهم, وتدك منازلهم, وتدمر الحياة فيه,وتقتل الأحلام البريئة في مهدها,وتموت الأمنيات في ريعانها, لو أننا حكمنا (عقولنا) وإيماننا ومخافتنا من الله, وتعاملنا بضمائر إنسانية (حية), ومشاعر (صادقة) لا زيف فيها ولا كذب ولا نفاق..
الوطن يحتضر وللأسف نحن من أغمد خناجرنا في (صدره) ونحن نهش (بأظافرنا) جسده, ونحن من رقص (طربا) على أناته, ونحن من انتشى فرحا على (آهاته), ونحن أسبل مدامعه, ونزع ابتسامته, ورسم البؤس والوجوم على شفتيه,ونحن من نفث (السموم) بين أوصاله, ونحن من أعطى للمتناحرين (صك) العبث والتصرف به, وزعزعة أمنه وإقلاق سكينة أبناءه, وبث الرعب في دواخلهم وإرهابهم..
الوطن يلفظ أنفاسه الأخيرة ونحن من أوصله لمرحلة الموت (السريري) وأدخله في (غيبوبة) لا أظنه سيستفيق منها, حينما أمنا عليه بين أحضان أولئك الذين لم يكن الوطن يعنيهم أو يهمهم أمره,وحينما ظننهم فيهم خيرا بكلماتهم المعسولة,وخطاباتهم العصماء التي تحمل الحب والخوف على الوطن قط,بقدر ماكان يهمهم كيف يملئون جيوبهم ويحشون أمعائهم..
فوا حسرتاه على يمن الإيمان والحكمة, ووطن كان بالأمس سعيدا يفاخر به الكل بين العربان ويشار إليه بالبنان وغدا اليوم فيه البؤس والشقاء والحرمان عنوان..
فهد علي البرشاء
اليمن يحتضر !! 1328