باسم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والثكالى المتوجعات والأيتام الذين حرمهم الغزاة من آبائهم وأمهاتهم، باسم الآباء المكلومين على أبنائهم الذين قتلوا ظلماً وعدواناً باسم الأرض والإنسان في تعز التي أجرم في حقها العدو المعتدي ممثلا بالحوثي وعفاش وتخلّى عنها من وقفت معهم ساعة العسرة ووقت الشدة وتركوها تنزف منفردة.. باسم الجميع نرفع برقية عاجلة إلى من لا يهمل الشكوى ولا تغمض عينه طرفة عين، الذي يرى الحال ولا يحتاج إلى دليل لإثبات جرائم المجرمين وتواطؤ المحبين الذي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)، وهو القائل (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).. إليك أيها الملك الجبار. يا الله يا منتقم نرفع أيدي الضراعة، رافعين إليك هذه البرقية العاجلة بلسان كل مظلوم وأنت الذي ترفع دعوة المظلوم فوق السحاب وليس بينك وبينها حجاب :
اللهم إن الحكومة والأشقاء والأصدقاء وأهل الأرض قاطبة قد تخلوا عن تعز وأسلموها لمن لا يرقب في أهلها إلّا ولا ذِمّةً، شكونا لغيرك كثيراً ورفعنا لهم البرقيات العاجلة تباعاً، فمنهم من أسقط الواجب بقليل من الدعم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ومنهم من سخر من ندائنا وتشفّى بجراحاتنا، ومنهم من مات ضميره ولم تعد تعني له شيئاً الأشلاء التي تتطاير يومياً من أجساد أبناء هذه المدينة، حمامة الجريحة صعدت إليك روحها تشكو إليك جرائم القتلة وحرمان المدينة من الأكسجين الذي كان بالإمكان إنفاذ حياتها، الأب المكلوم فاضت روح ابنه الطفل الصغير أمامه وهو عاجز أن يفعل شيئا سوى أنه أشهدك على تلك الجريمة بقوله ( اشهد يا الله) وأنت خير الشاهدين، الطفل الصغير الذي صرخ متشبثا بالحياة قائلاً: (لا تقبروناش) ففارقت روحه الحياة ولم يكن أمامنا إلا أن نقبر جسده الطاهرة بعد أن صعدت روحه إليك تشكو ظلم المجرمين، الأب الذي أصاب بيته صاروخا قتل بناته الست وزوجته وبقي وحيدا يصارع القهر والأحزان، وغيرهم الكثير بالآلاف وأنت أعلم بهم يا ربنا.
اللهم إن الجميع تخلوا عن تعز، اللهم لا تتخلى عنها، فنحن نرفع إليك أكف الضراعة باسم كل المظلومين في تعز وأنت وحدك القادر على كشف الضر، وردع الظالم، ومعاقبة كل متخاذل، اللهم إنه قد بلغ بأهل تعز من الجراحات والآلام والجوع والعطش مبلغا عظيما لا تتحمله الجبال وهم صابرون محتسبون، اللهم نصرك الأكيد وفرجك القريب، فأنت وحدك الذي من دعاك لا يُخْذَل ولا يخيب.. اللهم آمين آمين .
المدان نمر النمر وموقف المجوس
الحوثي يبيد شعباً كاملاً، ويركز حقده على محافظة تعز، يمطرها بالصواريخ والقذائف، ويمنع عنها الماء والهواء وأوكسجين المرضى، يطمح بفنائها والقضاء عليها كما تمنّى رئيس لجنة حواره في جنيف مهدي المشاط.. وفي نفس الوقت يحتج ويتوعد ويزبد احتجاجا على إعدام شخص أدين بالإرهاب وحكمت عليه المحاكم الشرعية بالمملكة العربية السعودية بالإعدام في بلد غير بلد الحوثي.
وإيران تدعم قتل الشعب اليمني على يد عميليها الحوثي وعفاش، وفي بلدها عدد المسلمين السنة تتجاوز نسبته ٣٠٪ من تعداد السكان وفي بعض أقاليمها الغالبية من السنة ولا يسمح لهم ببناء مسجد لأداء شعائر الصلاة، يكفي أن طهران كلها ليس فيها مسجد للسنة وفيها مزار لعدو الله أبو لؤلؤة المجوسي- قاتل سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عنه- وقاموا بالاعتداء على السفارة السعودية احتجاجا، على إعدام مجرم يحمل الجنسية السعودية أدين بالإرهاب بعد محاكمته وصدور أحكام قضائية نافذة عليه، بينما نظام ولاية الفقيه في إيران يسحق معارضيه السنة ويقتلهم بالآلاف دون محاكمات أو سماح للضحايا بالدفاع عن أنفسهم، بل يقتل كل من يعارض حكمه حتى ولو كان من الطائفة الشيعية.
وأنا هنا لا أحكم على نمر النمر ولا أبرئه فلست قاضيا وليس من اختصاصي أن أفتي بذلك، فهذا من حق المحاكم التي أصدرت فيه حكمها، ولكني أبرز هذا التناقص الفضيع والتدخل في شؤون الدول الأخرى من قبل إيران وهي تفتقر لأبسط أخلاقيات الالتزام بحقوق الإنسان في بلدها، ومعها عميلها المجرم عبدالملك الحوثي، الذي لو سلكت فارس جحراً لسلكه بعدها.
اللهم عليك بالروافض، اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية، واجعل اللهم كيدهم في نحورهم واجعل الدائرة تدور عليهم، واكفناهم بما شئت وكيفما شئت، إنك على كل شيء قدير.
محمد مقبل الحميري
برقية عاجلة من أرض تعز إلى السماء 1272