بالأمس وصلتنا العديد من الرسائل عن طريق الواتس والرسائل التلفونية المعتادة والمكالمات المستلمة والمفقودة نتيجة لرداءة التغطية طبعاً وكلها تستفسر عن الوضع في أبين وتحديداً مديرتي زنجبار وجعار.. ويبدو أن وسائل الإعلام ما قصرت من التأويل والتهويل وأرعبت خلق الله بأخبار ومعلومات لا أساس لها من الصحة وأن الوضع مشتعل والضرب اشتد والمواجهات على أصولها وشديدة الضراوة وتهدد السكان و...
بينما الوضع- ولله الحمد- مطمئن والأمور بخير والناس تمارس حياتها بشكل اعتيادي وطبيعي للغاية وصابرة مع بعض الحذر والانصياع لتوجيهات الجيش الذي كان قد دخل للمحافظة ظهر الأمس وحذّر بل وهدد بضرب أي سيارة تقترب من مواقعهم عقب تفجير الطيران لمفخخة عند الجسر وتفجير الأخرى من قبل الجيش عندما همت بالاقتراب من مواقعهم كما تم فرض الحظر الليلي من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحا.ً
وسط تضارب للأنباء عن فرار أو هروب للجماعات أو ربما لا طاقة لهم بالمواجهات أو تجنيباً للمحافظة من الدمار والويلات فكفاها ما عانت عام2011 والتي ما زالت آثارها ماثلة للعيان والجراح لم تندمل بعد والخدمات مفقودة والتعويضات في خبر كان وما زاد الطين بلة الحرب التالية لها التي أتت لتجهز على ما تبقى لولا لطف رب السماء الذي خفف ورفع البلاء.
فالناس هنا قد سئمت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتود أن تعيش بسلام وأمان بعيداً عن المنغصات من لصوص تريد أن تهوش، ومسؤولين ومدراء طهوش، وغياب لخدمات ضرورية أسوة ببقية المحافظات التي تحترم آدمية البشر وتوليهم أبسط الحقوق من ماء وكهرباء ودواء..
نعم.. في أبين تنتهك آدمية البشر وتسلب حقوقهم عياناً جهاراً أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ولا تجد من يحرك ساكناً وتذهب المناشدات والاستغاثات أدراج الرياح..
أما المرتبات وما أدراك ما المرتبات؟ مصدر الدخل الوحيد لأغلب الأسر هنا وفي عدن ولحج و... ورغم علم الجهات المعنية والتظاهرات فلا حياة لمن تنادي، المعلم يندب حظه العاثر في زنجبار ويدخل شهره الثالث وهو ينتظر الفرج.. ويعجب بعض المعلمين لما يتم التفريق بين المديريات وتحل مشكلة زميله بجعار ويظل هو متخبطاً حائراً وهو ومن على شاكلته من موظفي قطاع الدولة.
بالمناسبة ردد نبض الشارع أمس مأساة من فئة المبكي والمضحك معاً وهذه الرسالة خصيصاً لمن بثوا الرعب والخوف بين الناس في المحافظات المجاورة والمديريات.
قيل إنه عقب تفجير الجيش لمفخخة أمام مكتب المحافظة كانت على وشك الارتطام بهم تطايرت الشظايا ووصلت إلى مدرعة كانت قريبة من موقع التفجير فأحرقت إطاراتها وإبان انشغال أصحابها بالأمر وتغيبهم بحثاً عن وسيلة لجرها إذ بمجموعة شباب تنقض على المدرعة وتفترس جميع محتوياتها.
المضحك هو ما في الموقف من ترجمة حقيقية ونفي لحالة الخوف التي بثت المبالغة في الترويع، والمبكي هو الموقف السلبي وعدم التعامل بحسم مع مرتكبيه خشية فتح الشهية والتمادي.
إننا نأمل أن يعم الخير والسلام ونعمة الأمان وأن تحقن دماء العباد وتعمر البلاد ويكفينا الله شر الفساد ويهدي ربنا أنفسنا إلى سبيل الرشاد ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عفاف سالم
وماذا بعد دخول الجيش إلى أبين؟؟؟ 1148