رغم الصراعات والحروب التي خاضتها النخب السياسية والاجتماعية اليمنية فقد ظل المجتمع اليمني متماسكاً، لم تخترق عمقه هذه الصراعات الدموية.. ظلت على السطح تحدث اختراقاً سطحياً هنا وآخر هناك، وكان هذا المجتمع كفيلاً بتسويتها، لم يكن هذا التماسك بسبب تطور اقتصادي وثقافي، ولكنه بسبب الشعور بالانتماء إلى هذا البلد العظيم.
صحيح أنه كان هناك تقسيم اجتماعي يتسم ببؤس النظام السياسي والاجتماعي الذي حكم طويلاً وأورث أنظمة متماهية معه على الرغم من تغير العنوان وذلك فيما عرف بثلاثية المستويات، وتفرعت عنه تقسيمات اجتماعية أخرى كان أكثرها قبحاً ما كان يجري التعبير عنه بالأراضي الموطوءة، غير هذه التقسيمات كانت تفشل في تشكيل الوعي العام على أساس انقسامي على الرغم من أن النخب كانت تلجأ إليها عند اللزوم لتمرير مشاريع صراعها.
اليوم يجري تقسيم هذا المجتمع باختراقه في أعماقه بمشروع طائفي ظل نظام صالح يرعاه ويوظفه كجزء من سياسته التي حكم بها وذلك على نحو يضع المسار إلى المستقبل في طريق ملغوم.
إن أخطر ما يمكن أن يسفر عنه استمرار انقلاب الحوثي- صالح هو هذا الانقسام المجتمعي الذي يصعب بعده الحديث عن وطن يحمي الجميع لأن المجتمع الذي كان يتطلع إلى تحويل بلده إلى "وطن" سيفقد الشروط المؤهلة لذلك... هل أدركنا الخطر الحقيقي الذي أحدثه هذا الانقلاب على مشروع السلام والتعايش!!.
د.ياسين سعيد نعمان
الخطر الحقيقي لاستمرار الانقلاب 1587