;
حسين الصادر
حسين الصادر

مطارح مأرب..الجدار الصلب الذي حطم أحلام الانقلابيين. 1376

2016-09-20 13:08:08


كانت الدولة تنهار أمام طوفان الميليشيات القادمة من شمال الشمال متخذة من شعارات الطائفة والصرخة والبندقية والعنف وسيلة قهر لاغتيال حلم اليمنيين في انتقال سياسي يضمن لهم مستقبل أفضل من خلال تحديث النظام السياسي بأفكار اليمنيين الذي اتفقوا عليه من خلال مخرجات الحوار الوطني التي نالت إجماع اليمنيين.
وبدلاً من السير إلى الأمام اختارت قوى التخلف والرجعية إعاقة الحلم وتدمير المجتمع السياسي والبنى الاجتماعية، وللأسف يعرف كل من لهم علاقة بمراقبة التحولات في حياة الشعوب ان القوى التقليدية سوف تستخدم العنف لإجهاض مشروع التحول. وفي الكهوف البعيدة والنائية تم تجنيد الآلاف من المزارعين وحقنهم بأيدلوجينا غريبة ومستوردة ولا يمكن لباحث أن لا يرى أبعاد إقليمية ودولية للمشروع الحوثي كمشروع هدام ضمن الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها كوندليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بعد غزو العراق.
تدحرج المشروع من أدغال التاريخ وحمل معه الحقد والانتقام متجلياً في أفعاله وسلوكياته متجاوزاً تسامح اليمنيين وعادتهم وتقاليدهم.
في صيف العام 2014م وصلت طلائع مشروع الخراب والموت إلى عمران واستطاعت إسقاط المدينة وإلحاق هزيمة بقوات اللواء 310 بعد استبسال قائد اللواء حميد القشيبي رحمة الله عليه وبدأت المؤشرات واضحة لسقوط العاصمة.
بدأ الإحساس يتزايد بالخطر الحوثي على مأرب وبعد سقوط عمران تكونت نواة المطارح القبلية في شمال مأرب، وبعد سقوط العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر 2014 كان الانقلاب يدرك اهمية مأرب واحتمال مقاومتها لذلك خصها بفقرة في اتفاق السلم والشراكة تقضي بتحييد المقاومة.
فبسقوط صنعاء سقطت الدولة ومقدراتها الاعتبارية والمادية بيد المليشيات وتفاخرت طهران بأن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي سقطت بفعل ثورة ولاية الفقيه. أما المخلوع صالح فكان هو مهندس كل هذا المسلسل التي تفوح منه رائحة الخيانة والغدر والانتقام.
بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة ظل الانقلاب يضغط باتجاه تنفيذ الفقرة الخاصة بمأرب والجوف وفي ظل الضغوط أدركت قبائل مأرب خطورة الوضع وزادت من النفير القبلي ويرجع هذا الاستنفار لشعور ابناء مأرب برفض الانقلاب ومقاومته وان المليشيات لديها نوايا حقيقية لغزو مأرب، إضافة إلى الشعور الوطني بضرورة حماية الممتلكات العامة والثروات الطبيعية
لقد كان الاستنفار القبلي في مأرب ينبع من الشعور بالهوية المحلية وظلم العقود الماضية فيما رسخت ثورة فبراير مستوى التفكير الخلاق وعدم الرضوخ للعنف، ورغم أنه لا يملك أبناء مأرب الكثير من الإمكانيات في مواجهة المليشيات التي تحارب وتجتاح المدن بأسلحة وموارد الدولة، لكنهم كانوا يمتلكون الإرادة الصلبة والقيل من السلاح الذي تعودت القبيلة على امتلاكه
شكلت المطارح القبلية وحدة اجتماعية في مواجهة الخطر نتج عنها وحده سياسية بين جميع مكونات المجتمع المأربي وظل الانقلاب يضغط باتجاه تحييد مقاومة مأرب ويرسل الوفود إلى مأرب.
وفي بداية العام 2015م بدأت مرحلة الحشد وتعبئة الرأي العام نحو المعركة التي صارت قدر محتوم، قام محافظ محافظة مأرب بدور جبار في مرحلة التعبئة العامة لم يكن يتصنع الخطابات بل كان يصف الواقع كما هو ويترك للناس الخيار وصارت مأرب قبلة وسائل الإعلام العربية والعالمية.
أصبحت المطارح القبلية في نخلا والسحيل والوشحاء وبني ضبيان واقع على الأرض وأصبحت لديها جاهزية قتالية واستعداد تام للمنازلة
وفي 21 يناير استكمل الانقلاب سيطرته وفرض حصار على منزل الرئيس هادي قبل أن يتمكن الأخير من الهروب إلى عدن، وفي خضم هذه الأحداث أعلنت مأرب رفضها لكل إجراءات الانقلاب مساندتها للشرعية ممثلة بالرئيس هادي.
وسعت الميليشيات الانقلابية نطاق حروبها في أربع جبهات على مأرب في الاتجاهات الأربعة، في الغرب صرواح وفي الشرق حريب وفي الشمال مدغل وفي الجنوب قانية، وحشد أفضل قواته قدرتها بعض المصادر بعشرة ألوية وآلاف من مقاتلي المليشيا حتى بدأت المواجهات في كل الجبهات في فبراير 2015م.
بدأت المواجهات على الجبهة الغربية صرواح والشمالية في ابريل وفي الشرق حريب في أواخر مارس، كانت المقاومة تملك التصميم والإرادة للقتال رغم الإمكانات المحدودة مقابل ما يمتلكه حلف الانقلاب لكن المعادلة تغيرت بانطلاق عاصفة الحزم بقيادة قوات التحالف العربي.
اختفت اسم "المطارح" القبلية وظهر مسمى المقاومة الشعبية وسطر الأحرار ملاحم سوف تروى للأجيال وقصمت ظهر الانقلاب ويشهد على ذلك الكثير من المحللين والمراقبين العسكريين
كان للتحالف العربي وما زال دورا فعالا في إسناد المقاومة الشعبية بمأرب باستهداف الميليشيات الانقلابية بالضربات الجوية وتقديم الدعم اللوجستي لها حتى تطهير المحافظة ودحر الميليشيات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد