عادت حكومتنا من المهجر لأرض الوطن، عودة لا رجعة فيها والله أعلم، واستبشرنا خيراً، هلكنا من المحن وغرقنا في المعاناة، وعاد الأمل بعودة حكومتنا لدعم سلطتنا المحلية، لتخلصنا من همنا، أحلامنا دنت إلى أدنى مستوى من الطموح، نحلم بالاستقرار، وحياة طبيعية وكيان دولة ضامنة للحريات والعدالة، توفر ابسط وسائل العيش، كهرباء وماء وراتب متاح يتناسب ومستوى المعيشة، نحلم أن نكون كسائر الأمم بكرامة، بالتطهر من الفساد والإرهاب والابتزاز، لا نجد فاسداً يتربع منصباً ومسئولية، ومن يخطئ يجد من يعاقبه، أحلام بسيطة متواضعة متى نلمسها واقعا.
نطمح لهذه الأحلام ونراقب شاشة التلفاز ماذا تعملون؟ وما هي القرارات الملحة التي تتخذونها لتطبيع الأوضاع، نقدر الظروف والمرحلة والتحديات، فهل تقدرون ما نمر به، وهل تصلكم أخبارنا معاناتنا، آهاتنا ماسينا، أم إنكم في برج معاشيق، ونعيم السلطة غافلون عنا.
. اليوم يتساءل المواطن، ما الجديد في حضور سيادتكم، والراتب في خبر كان، ولازال الموطن متسول على أبواب البريد مهان، لا جديد والكهرباء لازالت تعكر صفو حياتنا، ثلاث ساعات من الحر والظلمة والنكد، لا جديد ولازال المتطفلون يضاعفون معاناتنا، ولازالت عدن ولازلنا نئن.
قال أحدهم هل يوجد في معاشيق بريد لتستلم الحكومة رواتبها، وهل تعلم الحكومة بالارتفاع الجنوني للمواد الاستهلاكية والخضار واللحوم والسمك؟، وهل لهم نصيب في التناوب بالكهرباء؟، وهل يصل إليهم الماء؟، مسكين نسى همه ويفكر في همكم، لا يعلم أن مرقدكم ومطبخكم غير مرقده ومطبخه. هو ذات المواطن الذي يصارع الحياة من أجل الحصول على راتب، ويعاني من المتطفلين ومستثمرين هذه المعاناة أمام أبواب البريد يبتزونه أو يسرقونه، وحصلت حوادث، ولمن الشكوى والدولة مفقودة، البعض دون رواتب لأربعة أشهر، والبعض استلم راتبه متحايل وفقد مصدر رزقه، وفاتورة علاجه تنتظر الشراء، الراتب لا يكفي أسبوعا في ظل غلاء المعيشة، والأسباب كثيرة، هبوط سعر الريال أمام العملات الأجنبية، وغياب الدعم الحكومي للتاجر، ومراقبة أسعاره، وسبب مزعج هو غياب المؤسسات الحامية لمصالح المواطن من المتطفلين والمبتزين بما يسمونهم مقاومة، وهي في الجبهات تقاتل المرتدين، الوسطاء بين الموردين وبائع الخضار من شباب، فيرفعون السعر مضافاً نسبتهم ومن مكنهم في هذا الموقع وكلها تصب على كاهل المواطن، وهكذا بالنسبة للسلع المستوردة، المبتزون من باب الميناء وحتى وصول البضاعة للمخازن، وكم يدفع التاجر للمسلحين الذي يدعون حمايته في السوق، وكلها تصب على كاهل المواطن، ارتفاع جنوني مستفيد منه جماعات خارجه عن القانون على حساب وطن ومواطنيه، هل من يد دولة تضبط هولا، لتستقيم الحياة، وينعم الموطن بالاستقرار والسكينة؟
نسمع قرارات ونفرح ونبتهل، وإذا بها قرارات طيش فيش، يخترقها الخارجون عن النظام والقانون في مهدها كتحدي لمن أصدرها، كمنع استخدام الأعيرة النارية في الأعراس والأفراح، وكل يوم نسمع لعلعلة الرصاص في الحي والشارع ويسقط ضحايا، ولا نرى من يضبطهم، وهكذا بالنسبة للداخلين والزائرين لعدن المدينة، هناك من يتحدى الأمن ويمارس هويته في إهانة ومسخ كرامة الناس على مداخل عدن.
نحن نريد دولة بكيانها، ومؤسسات رقابة ومحاسبة وقضاء ونيابة، دولة نخاطبها وتخاطبنا، نوجه لها اللوم حين تخطئ، ونبتهل بانجازاتها، دولة مسئولة عن ما يحدث، عن محاسبة الفاسدين والإرهابيين والخارجين عن القانون، والمبتزين والمتطفلين حياتنا ومعكرين صفوتنا، بإجراءات سريعة وملموسة، لتجعل عدن كما تصفونها عاصمة الدولة الحلم والطموح المدنية الضامنة للحريات والعدالة دون فساد وإرهاب ومعكرين لصفو للحياة.
أحمد ناصر حميدان
الحكومة..وحلم المواطن 1437