تتداول وسائل الإعلام صوراً للأطفال والمسنين في تهامة وقد تحولوا هياكل عظمية.. وكيف أن المليشيات تقوم كل يوم بإجبار التجار في المحافظة وابتزاز الناس لصالح ما يسمونها بالمجهود الحربي ومعظمها تذهب لمجهود شخصي إذ تحولت بعض الأسر المنتمية لسلالة المليشيات إلى امبراطوريات مالية في غضون عامين..
يروي القاضي الأكوع- رحمه الله في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن- أن مجاعة حدثت في إب ومات الناس جوعا وكانت خزائن عامل الإمام عامرة بالحبوب فرفض أن يخرج للناس شيئا يقتاتون به.. وحتى أنه رفض أن يصرف أكفاناً للموتى وقال قولته المشهورة (من عاش في ظل الإمام فهو سعيد ومن مات منهم فهو شهيد)..
المفارقة أن تاجراً يهودياً في إب قام بشراء الأكفان للموتى.. لم يكن ذلك سلوك فردي من عامل الإمام إذ كانت- ولا زالت- تلك منهجية عقائدية وسلوك الائمة تجاه اليمنيين وحين تم تذكير أحد أئمتهم بحرمة سلب ممتلكات الرعية أجابه قائلاً.. (إن الله لن يسألني عما أخذت منهم ولكنه سيسألني عما أبقيت لهم).. والفتاوى المشهورة بجواز أخذ أموال المخالفين مذهبيا مشهورة واعتبارهم كفار تأويل وأن أراضيهم تؤخذ منها الخراج وليست زكاة...
الإبحار في تاريخ الألف عام من قطع الرؤوس ونصبها على أعواد المشانق وهدم البيوت وسلب الممتلكات لم تعد صفحات في التاريخ أو نبش في ذاكرة التوحش.. لقد عاد غضا طريا وواقعا ملموسا جسدته مليشيات الحوثي في سنتين فقط.. هاهي المجاعة تطل براسها واختطاف الناس وقتلتهم تحت التعذيب وتفجير البيوت والمساجد وسلب أموالهم بالترغيب بحملة (ابو خمسين) أو أخذها بالقوة ومصادرة ممتلكات من يختلف معهم...
خلال عامين من حكم مليشيات الكهنوت يعود ثالوث الفقر والجهل والمرض.. مواجهة الانقلاب والتمرد هو امتداد لثورتي سبتمبر وأكتوبر في وجه الأئمة الجدد وحلفائهم ممن كان يطلق عليهم سابقا عكفي الإمام).
علي الجرادي
من عاش جائعاً فهو سعيد 1471