جريمة استهداف تفجير صالة العزاء في صنعاء، هي جرائم استهداف المدنيين من النساء والأطفال في تعز، وهي جرائم قتل الناس تحت التعذيب، وهي جرائم تفجير المنازل والمنازل.. كلها جرائم ندينها بشدّة.
أصدرت أسرة الرويشان وقبائل خولان بياناً لم تتهم فيه أيّة جهة، بقدر ما ذكرت أنّها تنتظر نتائج التحقيق التي سارعت سلطات الانقلاب إلى محو الأدلة التي تثبت تجريفها مخلّفات تفجير القاعة، قائلةً في بيانها "وما من شك أنّنا تعرضنا لمؤامرة دنيئة"، إذ عمد رئيس النيابة الجزائية المختصة، خالد الماوري، المعيّن من الحوثيين إلى محو آثار القاعة الكبرى، وأمر الجرافات بجرف القاعة يأتي ذلك بعد إصدار التحالف العربي بياناً يشير فيه إلى تشكيل لجنة دولية من خبراء وفنيين للتحقيق في الحادثة، إضافة إلى إعلان الحكومة الشرعية عن لجنة تحقيق.قال وزير الداخلية في الحكومة الشرعية، حسين عرب، لصحيفة الوطن السعودية، إنّ مقطع الفيديو يُظهر أنّ حادثة صالة العزاء مرتّب له بعناية فائقة، وأنّ القصف تمّ بصواريخ أطلقت من الأرض، لأن إصابة المبنى كانت أفقية، وأفاد بأنّ لديهم أدلة تثبت ضلوع المخلوع علي عبدالله صالح في حادث صالة العزاء في صنعاء.
الحفاظ على مسرح الجريمة حتى يتم رفع الأدلة من خلال خبراء العمل الجنائي وخبراء المتفجرات هو الأمر الذي من خلاله يتمّ التعرّف على الجاني، والقيام بجرف آثار الجريمة يعتبر جريمةً وطمساً لمعالم الجريمة وتضليلاً للعدالة.
لماذا تقوم الجرافات بجرف آثار القصف على الصالة الكبرى في صنعاء؟ ولماذا يريدون طمس معالم الجريمة بمحو آثارها؟
لماذا لا تترك وتؤمن حتى يتم التحقيق الشفاف والدولي في موقع الحدث؟
يشير القيام بجرف معالم الحادثة إلى الجاني المباشر والمستفيد من ذلك.
أيضاً، كثيرون ممن كان له أقارب في القاعة لم يعثروا عليهم، ولم يستطيعوا معرفة مصيرهم بسبب التكتّم الشديد تخبطت أطراف الانقلاب نفسها ووزّعت الاتهامات، فحين اتهم صالح التحالف العربي والمملكة السعودية، خرج عبد الملك الحوثي ليؤكد أنّها طائرات أميركية وقنابل أميركية، فهل أراد الحوثي أن يستبق التحقيق الذي شرّع فيه التحالف، ويحرف القضية نحو التمييع؟ علما أنّ جرف معالم الجريمة أوّل هذا التمييع.
أحمد الضحياني
جرف آثار الجريمة 1249