في كل مرة تتكشف طريقة صالح في إدارته للدولة يسارع ناشطو الوسائط الاجتماعية لتوجيه حملة شرسة وماحقة بحق كل شخص كان الطرف الآخر في اتصال صالح...
صالح كان عنواناً لأمراضنا الاجتماعية والسياسية وأجاد استخدامها من موقع الرجل الأول وببريق وسطوة السلطة.. وكان الجميع يستقبل مكالماته وتوصيفاته بترحاب عدى شخصيات محدودة تدفع الثمن غاليا ومنهم الأستاذ قحطان..
يكفي مجتمعنا سوءا أن هذه الإدارة كانت رمزا لسلطته السياسية لعقود التجريح والردح لأولاد أبو شوارب أو نبيل الصوفي يشفي غليل المكلومين لكنه يفتح جراحات لا تنتهي...
ماساتنا كانت ولا زالت في التحدي الماثل أمامنا كيمنيين في بناء منظومة قوانين وقيم سياسية تضمن مصالح كل يمني وفق القانون.. بحيث نتخلص نسبيا من الحظوة من القرب من القيادة كمعيار للفوز بامتيازات لا يحظى بها بقية المواطنين..
إذا فشل المجتمع وقواه السياسية في اجتراح تقاليد وبناء منظومة قوانين تصون الوظيفة العامة ان تكون بيد اي سلطة حاكمة توزعها غنيمة فإن نخبة المجتمع ستظل رهينة لدى الحاكم تبحث عن خلاصها الفردي وتستجدي رضاه ليمنحها فتات العيش..
لا نصب غضبنا على أشخاص لمداواة جروحنا الداخلية ..ثورة الغضب من الأولى أن تتجه لإرساء منظومة قوانين وممارسة الضغط باتجاه بناء مؤسسات تخضع للرقابة والمحاسبة العامة..
يتكرر السؤال في كل منحدر..
لما هذا السقوط الأخلاقي والنفعي لأشخاص يتمتعون بمواصفات ذهنية وإنسانية وحتى شاعرية وأدبية؟..
لا يمكن تبرئة كل شخص عن سلوكه تجاه مجتمعه وقضاياه المصيرية.. خصوصا عندما ينحاز للأدوات القتل..لكننا ننسى إخفاقنا جميعا كمجتمع في بناء منظومة القيم التي كانت ستحمينا من أنفسنا أن نزل ونشقى في مرتع الظالمين..
رفقا بأنفسنا ومجتمعنا ..كل مره نشير فيها إلى شخص كخائن أو عميل أو مرتزق ازداد حسرة وألم..وأعود للسؤال مرة تالية هذا الفشل المدوي لا يعني الأشخاص فقط...انه يشير إلى سلوك مجتمع..
شكرا للجزيرة وطاقمها.. وعزاؤنا لأنفسنا كمجتمع إذ قبلت كل هذا الهوان والانحطاط...