يا أيها المرابطون على ثغور العزة، مستمدين من صلابة الصخور صلابتكم، ومن ريح المساء خفة حركتكم، ومن برودة الليالي الشتوية قوة تحملكم…
أخجل من دفئي أمام بردكم، ومن شبعي أمام جوعكم، من راحتي أمام تعبكم، ومن تقصيري أمام تضحياتكم، ومني أمامكم ..
في أعالي الجبال وبطون الأودية، ثمة رجال يحرسوننا هناك، يقونا بصمودهم هجمة برابرة العصر، يحرسون كرامتنا، ويدفعون القتلة عن الوطن وعنا ..
بكم نعتز وعلى وقع خطى أقدامكم الواثقة نسير متبعين آثار خطواتكم في طريقنا لنشهد الفجر القريب، ولحظة طلوع شمس الصباح التي تنير الطريق، ويخاف منها خفافيش الظلام، وتغني لأجلها الطيور ويبتسم لأجلها الأطفال ..
يا أيها الرياح، ويا أيها البرد والصقيع :
رفقاً بأحبة لنا تجمدت قلوبهم من البرد، واشتعلت أرواحهم بنار الشوق للنصر على عصابات الموت والدمار الباغية، فكسروا صعوبة الطقس، وقلة الزاد، وخطر الموت، بزاد التوكل، وتدفئوا بنار العزيمة، ومن وحشة الليل استمدوا أملهم في الوصول إلى الصباح المشرق بنور الحرية .
تحية موجهة لكم أيها الحالمون في فضاءات الحرية، سلام عليكم يا رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
أنتم لا سواكم رمز لهذا الوطن، سنظل مدينين لكم بكل وقفة وقفتموها في وجه أعداء الحياة..
وفي كل إشراقة شمس سنرسل لكم تحية عبقة، وكعادتها عصافير الصباح ستقف لتحييكم، والورود تستقي عبقها منكم، وأحرار الأرض بكم يقتدون..
لكم كل الحب، كل التقدير، كل الكل، ولكم، لا لسواكم سنظل أوفياء .
الوطن يتجسد في أشخاصكم كمقاومين يهدُّ أبدانهم البرد، وتلفح جبينهم الشمس، وتقلق نومهم أصوات الرصاص، وتقتحم سكينتهم شظايا القذائف .
هناك أعالي الجبال، حيث تعيش الصقور ثمة رجال يحملون هِممَاً تعانق الجبال، وأرواح تواقة لغد أجمل، وبين أيديهم تغرد الرصاص أجمل الحان الحرية، ولنا يصنعون وطناً خالياً من دعاة الطائفية، وعلى أيديهم المتوضئة تندفن آمال المنتقمون من هذا الشغب، دعاة الطائفية المقيتة .
تحية الزمان والمكان لرجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المرابطين في جبهات العز والكرامة .
عليكم السلام، حيث حللتم ..