;
موسى المقطري
موسى المقطري

النازيون الجدد 1046

2017-01-04 04:58:12

يطلق مصطلح "نازيِّة" وصفاً للأيديولوجية التي اتخذها ذلك الحزب في سنوات الـ – 20 والـ - 30 من القرن العشرين، والمبنية على العنصرية والتشدد ضد الأعراق سوى العرق الآري.
يؤمن النازيون بعلوّ أجناس بشرية معينة على أجناس أخرى، ويسعون إلى قمع و إبادة الأعراق التي يعتبرونها "دنيا"، وبالمقابل الحفاظ على "طهر" الأعراق التي يعتبرونها "عليا".
وصل الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا عام1933 بقيادة أدولف هتلر، وشرع هتلر في تطبيق رؤيته بتصفية العالم من الأعراق غير العرق الأري الذي ينتمي إليه، ويعتقد أن له العلو على أجناس البشر، وبحماقته هذه دخل الحرب العالمية الثانية (1939_1945) التي كانت نهاية المطاف لسيرته في حكم ألمانيا لأكثر من 15 عام ويموت منتحرا بعد أن دمرت الحرب بلده وطموحات شعبه، وجلب على العالم حرب مدمرة فتكت بخميس مليون إنسان .
تطور العلم وأثبتت الأبحاث الأنتروبولوجية الحديثة دحض مثل هذه الادعاءات والمزاعم، ورفضت نتائج هذه البحوث النظرية القائلة بوجود أعراق بشرية نقية ومتفوقة يقتصر عليها وحدها الإِبداع وبناء الحضارة الإِنسانية، وأثبت العلم والتاريخ بطلان خرافة الجنس الآري النقي أو أي جنس أخر .
اليوم ونحن في القرن الجديد وقد تجاوز العالم بجهاته الأربع هذه الأفكار مازال في كهوف اليمن من يؤمن بمعتقدات باطلة، مشابهه لمعتقدات النازية وتفوق العرق الآري، لكن تحت غطاء وستار جديدين  مصبوغين بصبغة "دينية"!، ليست لها علاقة بالدين في الأصل، لكنها تخدم فقط أطماع أصحابها في التحكم بمصير البلد كما كان يطمح النازيون في التحكم بمصير العالم ..
وفي الأرض التي ولدنا عليها سواسية يجب أن نعيش كذلك سواسية والوطن أكبر من أن تحتكره فئة، أو أن يصبح مصيره في طائفة، أو سلالة، بحجة تفوق عرقها على الآخرين، أو إدعاء طهارة دمها، وهي دعوة مشبوهة لا أصل لها، ولا مكان لنازية جديدة في بلد كاليمن، وزمن كالقرن الواحد والعشرين .
من يدَّعي الفضل لانتمائه العرقي أو السلالي فهو واهم لا زال يحمل في ثنايا تفكيره الأعمى رواسب عقود انتهت، وخلص فيها العالم ايمان مطلق أن لا تفوق لعرق على أخر، وقبل هذا وذلك كانت الرسالة المحمدية قد جعلت الناس سواسية لافرق بين أبي بكر وبلال، أو عمر أو علي وسلمان، رضي الله عليهم وارضاهم جميعاً، ومن يدعي أن نسبه وعرقه يعني له الفضل فهو واهمٌ واهم، فما أفاد النسب أبو لهب وامرأته حمالة الحطب، لكن فضل الإسلام تشرف به سلمان وبلال .
ليس من الحكمة ونحن في زمن العلم والتعلم أن يتواجد من يدَّعي أن عرقه أو سلالته أو طائفته أو قبيلته تعطيه الحق في التحكم بمصير الأمة، ونهب ثروت الشعب، وليس من العقل ان ينبري من يدمر البلاد أرضاً وإنسانا ساعياً لتملك قرارات الشعب فيما أن الغالبية العظمى تقف ضده، وسحبت البساط من تحته في عملية ديمقراطية شوروية .
يجب أن يعلم مدعو النسب المقدس، والعرق المفضل، أن زمن هذه التوهمات قد ولى، وأن التستر تحت هذه الرواسب القادمة من الزمن القديم لأجل التحكم بمصير اليمنيين ليس ممكنا، وستثبت الأيام لهم حجم الوهم الذي عاشوا عليه وسيكون مصيرهم كمصير النازية وزعيمها الأحمق .
 دمتم سالمين 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد