الكتابة الصحفية مسؤولية وطنية ملقاة عليك كمواطن قبل أن تكون مثقف أو كاتب، هي قناعات وأفكار تعبر عن طموحات وآمال، هي رغبة جامحة لتعافي وطن، هي حلم بأن تكون عدن المثل الرائع والقوه الدافعة لمشروع وطني الدولة الضامنة للمواطنة، الواجب الوطني يحتم علينا الإشارة لمواقع الخلل للسلبيات لنوقف تمددها وتحجمها، ومسئولية الجهات الرسمية وأصحاب القرار والمعنيين الاهتمام والجدية في التعامل مع كل ما يطرح، لنكون معاً في خندق واحد نرسم ملامح المستقبل ونشق الطريق الملبي لطموحات وأمال الثورة والشعب .
إن أردنا شق طريق للمستقبل علينا الاهتمام بالاقتصاد هو عمود النهضة والتطور، من خلال البحث في زيادة الدخل القومي، التركيز على الإيرادات الجمركية والضرائب ورسوم الدولة المختلفة، هنا يكمن الفساد، وهو أخطر أنواع الفساد، فيه ابتزاز للمواطن ونهب إيرادات الدولة، المواطن اليوم يشكو من فساد المرافق ألإيراديه، من جبايات وإتاوات وحق بن هادي (الرشوة) ويمكن أن تسمى بأسماء أخرى حتى تكون رسمية وهي غير رسمية تذهب لجيوب لصوص وفاسدين، وهنا المصيبة، عندما ننتقد الانقلابيين ونمارس ما يمارسه هوامير الفساد مرتبطين بمصالح ويخدمون بعض في تعكير صفو الحياة، تلك الهوامير يميزها الموطن في عدن وغيرها صاروا أثرياء، فلل وعمارات وسيارات فاخرة وراصده زاخرة، كل ذلك على حساب استقرار الوضع وتطبيع الحياة والمستقبل المنشود، وشعور المواطن بالدولة الراعية والحامية والقانون والنظام .
أذا توفرت النوايا الصادقة يمكن حصر حجم الإيرادات لكل مؤسسة، وستكتشف حجم الكارثة، هنا نحتاج لتفعيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة وتطعيمها بكوادر مؤهلة ونزيهة، وبكل سهولة ستكتشف مواقع الخلل وأدوات الفساد .
عندما تعرف كم سيارة رقمت في إدارة المرور في هذا العام، وكم وردت الإدارة لخزينة الدولة، والكل يعرف كم يدفع المواطن قيمه كليه لهذا الرقم،ستجد 25% يورد للخزينة والباقي لجيوب الفساد .
إدارة الضرائب تعرف من هم الملتزمون بتوريد ضرائهم ومن المتهربون والمتحايلون، هناك فساد ومحسوبية ومناطقية، والحصر كفيل لنعرف ذلك، تخلصنا من نفوذ الماضي لنجد نافذين اليوم يعتقدون أن من حقهم الإخلال بواجباته الوطنية وتوريد ما عليهم للدولة وخرق النظام والقانون .
مستوى الدخل في الميناء اليوم هابط لدرجة تستدعي دراسة واهتماماً من السلطة لمعرفة الأسباب والدوافع، انه الفساد والممارسات الغبية والغير مسئولة دون عقل اقتصادي وتجاري فطن .
اليوم قاطرات وسيارات النقل للبضائع متوقفة على ضواحي مدينة عدن مضربين أصحابها محتجين، أثقلت كاهلهم الجبايا في النقاط وابتزازهم، رسوم غير رسمية تذهب لجيوب اللصوص، ما موقف رجال الدولة من ذلك، هل يرضيكم أن كل قبيلة تحمل بنادقها وبرميل ونقطة وطلبت الله تحت عنوان (مقاومة)، والضرر على المواطن والوطن وعدن كمركز تجاري واقتصادي .
والأمثلة كثيرة في كل مرفق فيه إيراد فيه تحايل على خزينة الدولة المتهالكة والضعيفة، ونحن غارقون في مناكفات وفتنه مناطقية مقيتة، واتهامات جزافا، ومروجون للعفن، وضاع من أيدينا وطن، كل ما ذكرته له حكاية من صديق أو مواطن وشكاوى للناس في الشارع، علينا أن نهتم بتحسين إيرادات الدولة وصونها من الفساد والفاسدين وحماية الناس من الابتزاز والمظالم التي تتراكم وتسبب بغضا وقهرا له أضراره المستقبلية.
نحن لا نريد غير استقرار الوضع وتطبيع الحياة وتحسين مستوى الدخل للفرد والدولة لنتطور وننهض، ونرسي ثقافة النزاهة ونحارب الظواهر السلبية والفساد الذي يتعمق اليوم في المجتمع كثقافة للأسف الشديد، ثقافة قد تضرنا مستقبلا ونجد أنفسنا في وضع أسوء بمئات المرات عن الوضع الذي ثرنا عليه "وكأنك يا بو زيد ما غزيت" هذا إذا كان هناك من يسمع، واللامبالاة و الصمم معناه أن حجم الكارثة أكبر مني ومنكم فقد وصلت للرأس فكيف للجسد أن يتعافى والله معك يا عدن ولا نامت أعين الفاسدين والمفسدين الجبناء